حدث في مثل هذا اليوم – الثَّامن من آذار (من العام الفين وتسعة)

رحل عنا المناضل والثَّوريُّ العربيُّ الفلسطينيُّ داود تركي (ابو عايدة) بعد تحدٍّ طويلٍ للامراض التي سبَّبتها له فترة السِّجن الطَّويلة وفترات الحبس الانفراديِّ التي انهكت جسده. فبعد تحرُّره من السِّجن في عمليَّة النَّورس سنة 1985 التي حقَّقتها الجبهة الشَّعبيَّة لتحرير فلسطين- القيادة العامة (احمد جبريل).استمَّر داود تركي في التَّمسك بالافكار التي دفع من اجلها ثلاثة عشر عامًا من حياته في سجون الاحتلال, وبرز ذلك في المقابلات الصَّحفيَّة الكثيرة التي اجريت معه في الصَّحافة العربيَّة والعبريَّة والعالميَّة وفي اشعاره التي صدرت في ديوان شعري تحت عنوان “ريح الجهاد” وفي كتاب مذكراته “ثائر من الشَّرق العربيِّ”. لم يعرف قلب المناضل داود تركي اليأس، فكان متحدِّيًا صامدًا, لا يخشى في الحقِّ لومة لائم, كان يبعث التَّفاؤل الثَّوريَّ في كلِّ من كان ياتيه زائرًا يشدُّ من ازره وينسيه ما هو فيه من المٍ ومرض, فيعود زوَّاره واصدقاؤه مزوَّدين بالعزيمة والقوة، في أمل حقِّ الشُّعوب في تحقيق مصيرها، والحتميَّة التَّاريخيَّة. رحل عنَّا ابو عايدة بعد حياة طويلة قاربت اثنين وثمانين عاما ولكنَّها ايضًا عريضة كلَّ العرض, حافلة بالنِّضال السِّياسيِّ والفكريِّ والادبيِّ, نضالات خاضها قبل دخوله السِّجن واخرى داخل السِّجن حيث قاد اضرابات عن الطَّعام متحدِّياً السَّجان واسياده. فقدان ابي عايدة خسارة كبيرة لشعبنا الفلسطينيِّ وللامَّة العربية ولجميع أحرار العالم الشُّرفاء، والقوى التَّقدميَّة في البلاد والعالم. وسيذكره تاريخه قائدًا وثوريًّا مناضًلا، قلَّما تجود علينا به الأيام..يقول المناضل داود تركي:

مَا مَاتَ مَنْ خَلَدَتْ مَآثِرُهُ
بَلْ مَاتَ منَْ سَفِلَتْ بِهِ الشِّيَمُ
سَيَظَلُّ لِلأَحْرَارِ مَفْخَرَةً
وَمَنَارَةً في الفِكْرِ تَنْتَظِمُ
فالمَجْدُ لِلشُّهَدَاءِ يَهْتِفُهَا
رَجُلٌ بِدُنْيَا الظُّلْمِ يَصْطَدِمُ

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*