في أحضان الطبيعة – بقلم اسكندر عمل

الزيت والزعتر، العلت والخبيزة، الزقوقيا والبروقوق ، القندول والبلان ،الصفّير والميراميّة ، نباتات اعتدنا على السير بينها وقربها ، لم ندسها بأقدامنا ولم نسر بكبرياء فوق هذه الأرض المقدّسة. سرنا وتمتعنا بالخضرة والألوان الزاهية الجميلة ، فرحت قلوبنا بما رأت أعيننا من جمال وبهاء، كانت أيامنا رغم الفقر وضيق الحال مفعمة بالسعادة والفرح والحب وكأن الطبيعة ارادت أن تعوضنا على ما نقاسيه من حرمان .
صحيح أننا جمعنا من البرقوق وعصا الراعي باقات جميلة وزيّنا بها منازلنا لكننا كنا نقطفها باحترام دون أن نمس النبتة بسوء، وصحيح أننا كنانجني الزعتر والعلت كي تكون قوتاً لنا بدل اللحم الذي كان يزور بيوتنا مرةفي الشهر أو في الشهرين ولكننا رأينا في هذه النباتات خيراً ولم نعاقب على جنيه كما يفعل رجال” المحافظة على الطبيعة״ الذين منعونا من جمعها من الطبيعة وأرغمونا على شرائها من الحوانيت!!!!!!!!
امّا زواحف البر وحيواناتها فكان لها في قاموسنا مجال واسع ،فالسلاحف كانت تسير ببطئها المعروف بين الحجارة والصخور، والسحالي تفر هاربة عندما تسمع وقع خطواتنا، وعندما كنا نقلب الحجارة تقع أعيننا على العقارب فنغر نحن خوفاً من أذنابها السامة.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*