خان التّجّار (حسب طومسون) – فوزي حنا

خان التجار من أكبر وأهم خانات فلسطين، يقع على  طريق دمشق- مصر، قرب جبل طابور، على شارع 65 مفرق كيبوتس بيت كيشت، والذي تبلغ مساحته نحو 10 دونمات. كتب الرّحالة الأمريكي وليام طومسون سنة 1880  في كتابه الأرض والكتاب  The land & the book هذا الوصف الجميل : في كل إثنين أقيم سوق إلى جانب الخان،يتجمّع هنا أناس من كلّ فلسطين وسوريا لبيع وشراء، القطن يأتي من نابلس، الحنطة والشعير والسمسم والرّز من الحولة وحوران ومرج ابن عامر، خيول، بقر، أجبان وعسل من الجلعاد والباشان، بعد هذا تظهر مواد الاستهلاك اليومي، طيور، بيض، فواكه كالتين والتفاح، الزبيب، البطيخ، العنب وخضار وفقًا للموسم. ينشر الناس بضائعهم على قماش ملوّن، ويظهر بين الناس بائع الحلي الذي يبيع بضاعته الرخيصة، الخياط يأتي بملابس من صنع يديه والإسكافي بأحذية متنوعة والسنچري بأدواته التنكيّة ومثله السّروجي يحمل خروجًا من خيوط ملوّنة.الضّجيج في المكان صاخب يصمّ الآذان كشلّال ماء هادر، كلٌّ ينادي على بضاعته بصوت عالٍ يختلط بكركرة الدّجاج، نهيق الحمير، نباح الكلاب وكلٌّ يساهم بصوته. للقادمين هنا أسباب عدّة، يتناقشون حول الأسعار، يتجادلون حول البضائع بالإضافة إلى أن كلّ عربيّ سياسيّ منذ كان في بطن أمّه، ويمكننا أن نرى مجموعات، مجموعات تتناقش في أمور عالميّة مالعلاقة بين الدّول العظمى، الفرمان الأخير للسلطان أو الضرائب التي عليهم دفعها. وإذا أردنا الانحدار إلى الصغائر، هذا مكان مثالي للفضائح ونشرها، لتبادل الأحاديث الاجتماعيّة. باختصار، يقوم السوق بوظائف عديدة.يحلّ السّوق محلّ التجمهرات الاحتفالية والعائلية.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*