Blog Detail

إنّه لأمر غريبٌ حقًّأ أن تبتلع الأرض ماءً جاريًأ على سطحها، بعكس العيون التي يخرج منها الماء ليجري على السّطح، مثل هذه الظاهرة الكارستيّة تسمّى بالوعة وهي مركز مكان أوسع نسمّيه دولينا. ولأنّها ظاهرة غريبة غير مألوفة، قدّسها السكّأن وراكوا حولها الحكايات الخياليّة، فأين تذهب المياه التي تغور داخل هذا الشّقّ؟ ولأنّهم قدّسوها نسبتها لأحد الصّالحين أو ربّما كان صاحب الأرض أو صاحب سلطان، ولا أحد يعرف حقيقته، أطلقوا اسمه على هذه المغارة وسمّوها (مغارةالشيخ وهيب) وحرّموا إيذاء الأشجار حولها، لذا نراها أشجارًأ باسقة بينما تحوّلت المنطقة المحيطة إلى بساتين تفّاح ولوزيّآت.هي واحدة من الظواهر الكارستيّة أي تلك الناتجة عن إجابة الصّخر الجيري بالماء المشبع بثاني أكسيد الكربون،  وتتكوّن الدولينا والبالوعة في مكان لا يسمح بتصريف المياه حيث تحيطه السفوح من كل جانب، فنجري المياه من كل السفوح نحو النقطة المنخفضة، وهناك تغور إلى باطن الأرض عبر شقوق كوّنتها بنفسها. لكن، أين تستقرّ المياه أو أين تخرج  لم يعرفوا، لذا ربطوا بينها وبين الينابيع المحيطة بكتلة الأرمن كالكابري والبقيعة ووادي عمود، ووصل خيالهم لحياكة قصص عن هذه العلاقة، وإحدى هذه الطّرائف أن رعاة من البقيعة أرادوا تخليص الأهالي من جابي الضرائب العثماني بأن ألقوه في المغارة، وفاجأهم بخروجه سالمًأ من عين البلد في وسط قريتهم،   وحكاية مشابهة عن الراعي الذي فقد شبابيه عندما فاجأه السّيل، لتبتلعها الأرض، وخرجت بعد أيّام من عين في أحد الوديان، والحكايات كثيرة وسع خيال العربي.مع كل ما قيل من خيال، تبقى الحقيقة أن هذه المياه التي تبتلعها الأرض هنا قد تجد طريقها إلى الينابيع الأكثر انخفاضًا.تبلغ أبعاد هذه الدولينا  المحيطة بالبالوعة والمغروسة بالأشجار 1000×500 متر .ويحدث أحيانًأ في السنوات الماطرة أن تعجز البالونة عن استيعاب كميّات المياه، خاصة  وأنها قد تحمل الوحول والحجارة  فتغرق المساحة المحيطة فتصير كالبحر.وحدث أن  انفتحت حفرة شرقي المغارة في العام 1950 بقطر 8 أمتار، اتّسعت مع الزمن لتصير 40 مترًأ.المكان مثير، خاصّةً في الشتاء، لكن يجب الحذر من السّيول والوحول، ويجب النزول على الدرج الخشبي فقط وعدم تجاوز الجدار الجديدة عند باب المغارة.تحيط بالمغارة أشجار باسقة من السنديان والملّول والزّعرور وتكثر شجيرات النّسرين التي تزهر في الرّبيع. المحميّة موجودة على شارع 899 عند الكيلو متر 34 أي غربي مفرق سعسع حيث يلتقي هذا الشارع مع 89 بكيلومتر، يوجد موقف سيارات شمالي الشارع، نعبر إلى الجهة الأخرى بحذر فيكون في المحميّة.