فسيفساء ديونيسوس – صفّورية – فوزي حنا

مدينة صفّورية التاريخيّة العظيمة، كشفت الحفريّات التي أجريت فيها منذ سنة 1931 حتّى الآن، الكثير من المباني والأثار التي تدلّ على أمجاد هذه المدينة. من أجمل الموجودات تلك الدّار الفخمة التي نسمّيها اليوم ڤيلا ديونيسوس، بسبب وجود فسيفساء تدور رسومه حول شخصية إله الخمرة ديونيسوس.اكتشف هذا البيت في الحفريات التي أجرتها بعثة أمريكيّة-إسرائيليّة مشتركة، بإدارة الأمريكي ماير والإسرائيلي إيهود نيتسر، وذلك في الفترة ما بين 1985 و 1989.مساحة المبنى 40×23م، ويحتوي عدّة أجنحة، في إحداها وجدوها جدارًا ملوّنًا بلوزة فريسكو بالاصفر والأحمر.تتوسّط المبنى غرفة الضّيوف، ثلاثيّة المجالس، تزيّنها مسطبة من الفسيفساء الجميل، أبعادها 7×9م، وفيها 14 لوحة فسيفساء، تروي بالأساس حكايات مرتبطة بديونيسوس، إله الخمرة، منها غسله حين وُلِد، زواجه من أريادنه، احتفالات بعد عودته من الهند منتصرًا ومباراته في شرب الخمرة مع زميله هيركوليس الذي يظهر في اللوحة ثملًا. كما تُظهِر إحدى اللوحات مراحل صناعة الخمرة.لكن، أجمل لوحة وأكثرها دقّة وجاذبيّة تلك التي تتوسّط الخطّ الشمالي للمسطبة، والتي  نسمّيها اليوم موناليزا الجليل، وتظهر فيها امرأة عليها مظاهر النّبل، على رأسه تاج ويتدلّى من أذنيها حلق جميل بارز، والمرأة عيون ساحرة، تظهر وكأنّها تنظر إلى مَن ينظر إليها مهما كان مكانه.(في حلقة قادمة سأخبركم عن فسيفساء النّيل).

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*