خربة المدحدرة – فوزي حنا
- by منصة الراي
- November 25, 2022
- 0
- 497  Views
- 0 Shares

في جبال بلادنا الكثير من الامتدادات غربًا كالأصابع نحو السّهل الساحلي، أحدها يمتد من جبال نابلس بين الطّيبة وقلقيليه، بطول 3 كم وعرض 1 كم وارتفاع نحو 135م، وهذا الموقع الاستراتيجي المشرف على السهل الساحلي وعلى درب البحر (Via Maris)، عرف استيطانًا وتحصينات منذ آلاف السنين.يمتد هذا اللسان الجبلي بين واديين، من الشمال وادي أغبر أو أسد أو حمدان ومن الجنوب وادي الخرجه أو العيون ، وقد خدمت عيونه الخمس الغنيّة مَن استوطن فوق هذا الظّهر، وهذه العيون هي اللجف، السكّر، الحبله، البلّوطة والزّبل. وهذا الواديان من روافد الاسكندرونه أو الحوارث.في مركز الظّهر وفي نطاق مستوطنة تسور نتان، تبرز بقايا قلعة مملوكيّة عُرفَت باسم المدحدرة وقد بنيت على أنقاض تحصينات رومانيّة وفرنجيّة، وفي زمن الحكم العثماني عرفت استيطانًا فلّاحيًّا في القرن التاسع عشر. تساقطت حجارة القلعة الخارجيّة أو انتُزِعَت لاستعمالها في أبنية في القرى المجاورة، لكن بقيت بعض الجدران المهدّمة وبقايا برجين من الأبراج. في العام 2013 أجرت سلطة الآثار تنقيبات أثريّة استعدادًا لبناء خزّأن ماء، بإشراف أشير طندلر وكشفت الحفريّآت حقيقة استيطان المكان منذ عهد الرّومان حتّى عهد العثمانيّين.شرقي القلعة تقع خربة حمدان، أما في الجهة الغربيّة فيوجد مقام إسلامي هو مقام الشيخ مشرّف الذي بني فوق أنقاض كنيسة فرنجيّة تظهر بقاياها حوله، وفي المحيط قبور إسلاميّة وقبور مسيحيّة سابقة.في العام 1873زارت الموقع بعثة P.E.F. ولم تذكُر المقام في تقريرها، لأنّه لم يكن موجودًا في ذلك الوقت.في مركز تسور نتان تمّ عرض ناموس حجري روماني مع غطائه الثقيل، وهو أحد النواويس التي وُجِدَت في الحفريات التي أجريت استعدادًا لبناء مدينة جديدة هي تسور يتسحاق.للوصول إلى هناك نتّجه شرقًا جنوبي الطّيّبة من شارع 444 إلى شارع 5533.