كيف وصل هتلر إلى الحكم؟ – بقلم اسكندر عمل

إقرأ وقارن

في الثامن والعشرين من كانون الثاني ١٩٣٣ قام رئيس جمهورية ڤايمر العجوز ڤون هندنبرغ بإقالة المستشار شلايخر من منصبه،  وأخذأدولف هتلر ، زعيم الحزب الإشتراكي الوطني، وهو أكبر الأحزاب في المانيا يطلب لنفسه منصب الإستشارية في الجمهورية الديموقراطيةالتي أقسم اليمين على تدميرها.

كان الرئيس قد بلغ السادسة والثمانين وأخذ يتجه إلى الخرف ، وكان غورنغ ، الزعيم الثاني للحزب النازي بعد هتلر ورئيس الرايخستاغ قدأبلغ اعضاء البرلمان أن هتلر سيكلف بمنصب المستشارية، وفعلاً مضى هتلر في الثلاثين من كانون الثاني ١٩٣٣ إلى دار المستشاريةلمقابلة هندنبرغ وعُهد إليه بهذا المنصب وأدى اليمين الدستورية وهو في الثالثة والأربعين من العمر.

المهم هو كيف وصل هتلر إلى الحكم؟

كان عدد أعضاء الحزب النازي( الإشتراكي الوطني) عام ١٩٢٨،مائةو ثمانية آلاف فقط ، وكان هتلر زعيم هذا الحزب بعد خروجه منالسجن في نهاية ١٩٢٤ قد اجتمع بهينريخ هيلد رئيس وزراء  بڤاريا وقطع على نفسه وعداً بحسن السلوك ومقابل ذلك  رُفع الحظر عنالحزب النازي وصحيفته!!!!! واعتقد رئيس وزراء باڤاريا كما قال لوزير عدليته “لقد كبحنا الوحش الكاسر وغداً بوسعنا أن نرخي له القيد”

في اجتماعه الأول مع أعضاء حزبه في٢٦ شباط ١٩٢٥، بعد ساعتين من الخطابة ببلاغته المؤثرة كعهدها، ضج الحشد مرعداً بالهتافوالتصفيق واختتم الاجتماع ب”أنا وحدي أقود الحركة وليس في وسع أحد أن يملي شروطه عليّ، وكان هتلر قد وضع هدفين نصب عينيهوأول هذين الهدفين أن يركز جميع السلطات بين يديه، أمّا الثاني فإعادة تنظيم الحزب النازي كمنظمة سياسية تبحث عن الوصول ألىالحكم بالطرق الدستورية وحدها . وقال  لأحد أتباعه ” عندما أستأنف العمل الجدي والنشاط، أرى لزاماً عليّ أن أتبع سياسة جديدة. وبدلاًمن الجري وراء الحكم  عن طريق الإنقلابات المسلّحة، أرى أن نحتفظ بكبريائنا وأن ندخل الرايخستاغ ضد النوّاب الكاثوليك والماركسيين،وإذا كان التغلب عليهم بالأصوات يتطلّب  وقتاً أطول من التغلب عليهم بالرصاص، فإنّ النتيجة على أي حال ستكون مضمونة ضمندستورهم، وتكون كل عملية مشروعة بطيئة، ولكننا سنحصل على الأغلبية إن عاجلاً وإن آجلاً وعنذاك سنفوز بألمانيا.”

وفعلاً فقد بلغ اعضاء الحزب عام ١٩٢٨ مائة وثمانية آلاف عضو وفي العام ١٩٢٩، ١٧٨ألفاً بعد أن كان عددهم في العام ١٩٢٥ سبعةوعشرين ألف عضو.

وأراد هتلر أن تكون له عصابة يستطيع الاعتماد عليها فخلق فريق الحرس النازي (s.s) وألبس أفراده الزي العسكري الأسود وحملهم أنيقسموا يميناً خاصاً بالولاء له شخصيّاً.ووضع على رأس هذا الحرس هملر في العام ١٩٢٩. وهو الذي جعل  من هذه العصابة مصدر الفزعوالرعب في أوروبا المحتلة مستقبلاً. وكان مقر الحزب النازي في الأيام الأخيرة للجمهورية ، القصر البني، دولة داخل دولة ولم يكن ذلك صدفةبل هو أمر خطط له هتلر وقد صرّح بذلك بعد وصوله إلى الحكم عام ١٩٣٦ في خطاب ألقاه في الذكرى السنوية للتاسع من تشرين الثاني ” لقد أدركنا، أنّ قلب الحكومة القديمة أمر لا يكفينا، وأنّ علينا أن نبني مسبقاً الدولة الجديدة، وأن تكون على أُهبة الاستعداد عملياً لتسلّمالحكم…. وعندما حلّ عام ١٩٣٣لم يعد الموضوع قضية إطاحة بالدولة عن طريق عمل من أعمال العنف، إذ كنّا في أغضان ذلك قد بنيناالدولة الجديدة ولم يبق أمامنا إلّا تحطيم آخر ما تبقى من الدولة القديمة، ومثل هذا التحطيم لم يستغرق منّا أكثر من بضع ساعات.”

◦ لكنّ هذا التنظيم مهما كان رائعاً في كفايته وإتقانه، فقد لقي هتلر متاعب جمّة مع كبار مساعديه، الذين كانوا دائمي التشاحنلا مع بعضهم البعض فحسب بل معه هو أيضاً، وقد تمكن من اجتذاب عدد ضخم من الأشخاص سيئي السمعة، وكان الحزب ملجأً طبيعياًللقوادين والقتلة والمدمنين

على الخمر والميالين إلى الابتزاز عن طريق التشهير، ولم يكن هتلر ليكترث بذلك طالما أنّهم ينفعونه

◦ وقد عبّر عن ذلك بقوله”لا اعتقد أنّ من مهمة القائد السياسي أن يحاول إصلاح المادة البشرية التي تقف جاهزة في متناول يدهأو حتى التوحيد بينها.”

◦ أمّا العدالة في الرايخ الثالث فقد توقفت المانيا منذ الأسابيع الأولى من عام ١٩٣٣ عن أن تكون مجتمعاً يقوم على القانون،  وتبجح نجوم القضاء (الذين عينهم هتلر) بأنّ هتلر هو القانون وأيد  ذلك غورنغ في خطابه في الثاني والعشرين من تموز ١٩٣٤ أنّ القانونوإرادة الفوهرر شيئ واحد.

المهم هو كيف وصل هتلر إلى الحكم؟
كان عدد أعضاء الحزب النازي( الإشتراكي الوطني) عام ١٩٢٨،مائةو ثمانية آلاف فقط ، وكان هتلر زعيم هذا الحزب بعد خروجه من السجن في نهاية ١٩٢٤ قد اجتمع بهينريخ هيلد رئيس وزراء بڤاريا وقطع على نفسه وعداً بحسن السلوك ومقابل ذلك رُفع الحظر عن الحزب النازي وصحيفته!!!!! واعتقد رئيس وزراء باڤاريا كما قال لوزير عدليته “لقد كبحنا الوحش الكاسر وغداً بوسعنا أن نرخي له القيد”
في اجتماعه الأول مع أعضاء حزبه في٢٦ شباط ١٩٢٥، بعد ساعتين من الخطابة ببلاغته المؤثرة كعهدها، ضج الحشد مرعداً بالهتاف والتصفيق واختتم الاجتماع ب”أنا وحدي أقود الحركة وليس في وسع أحد أن يملي شروطه عليّ، وكان هتلر قد وضع هدفين نصب عينيه وأول هذين الهدفين أن يركز جميع السلطات بين يديه، أمّا الثاني فإعادة تنظيم الحزب النازي كمنظمة سياسية تبحث عن الوصول ألى الحكم بالطرق الدستورية وحدها . وقال لأحد أتباعه ” عندما أستأنف العمل الجدي والنشاط، أرى لزاماً عليّ أن أتبع سياسة جديدة. وبدلاً من الجري وراء الحكم عن طريق الإنقلابات المسلّحة، أرى أن نحتفظ بكبريائنا وأن ندخل الرايخستاغ ضد النوّاب الكاثوليك والماركسيين، وإذا كان التغلب عليهم بالأصوات يتطلّب وقتاً أطول من التغلب عليهم بالرصاص، فإنّ النتيجة على أي حال ستكون مضمونة ضمن دستورهم، وتكون كل عملية مشروعة بطيئة، ولكننا سنحصل على الأغلبية إن عاجلاً وإن آجلاً وعنذاك سنفوز بألمانيا.”
وفعلاً فقد بلغ اعضاء الحزب عام ١٩٢٨ مائة وثمانية آلاف عضو وفي العام ١٩٢٩، ١٧٨ألفاً بعد أن كان عددهم في العام ١٩٢٥ سبعة وعشرين ألف عضو.
وأراد هتلر أن تكون له عصابة يستطيع الاعتماد عليها فخلق فريق الحرس النازي (s.s) وألبس أفراده الزي العسكري الأسود وحملهم أن يقسموا يميناً خاصاً بالولاء له شخصيّاً.ووضع على رأس هذا الحرس هملر في العام ١٩٢٩. وهو الذي جعل من هذه العصابة مصدر الفزع والرعب في أوروبا المحتلة مستقبلاً. وكان مقر الحزب النازي في الأيام الأخيرة للجمهورية ، القصر البني، دولة داخل دولة ولم يكن ذلك صدفة بل هو أمر خطط له هتلر وقد صرّح بذلك بعد وصوله إلى الحكم عام ١٩٣٦ في خطاب ألقاه في الذكرى السنوية للتاسع من تشرين الثاني ” لقد أدركنا، أنّ قلب الحكومة القديمة أمر لا يكفينا، وأنّ علينا أن نبني مسبقاً الدولة الجديدة، وأن تكون على أُهبة الاستعداد عملياً لتسلّم الحكم…. وعندما حلّ عام ١٩٣٣لم يعد الموضوع قضية إطاحة بالدولة عن طريق عمل من أعمال العنف، إذ كنّا في أغضان ذلك قد بنينا الدولة الجديدة ولم يبق أمامنا إلّا تحطيم آخر ما تبقى من الدولة القديمة، ومثل هذا التحطيم لم يستغرق منّا أكثر من بضع ساعات.”
◦ لكنّ هذا التنظيم مهما كان رائعاً في كفايته وإتقانه، فقد لقي هتلر متاعب جمّة مع كبار مساعديه، الذين كانوا دائمي التشاحن لا مع بعضهم البعض فحسب بل معه هو أيضاً، وقد تمكن من اجتذاب عدد ضخم من الأشخاص سيئي السمعة، وكان الحزب ملجأً طبيعياً للقوادين والقتلة والمدمنين

على الخمر والميالين إلى الابتزاز عن طريق التشهير، ولم يكن هتلر ليكترث بذلك طالما أنّهم ينفعونه
◦ وقد عبّر عن ذلك بقوله”لا اعتقد أنّ من مهمة القائد السياسي أن يحاول إصلاح المادة البشرية التي تقف جاهزة في متناول يده أو حتى التوحيد بينها.”
◦ أمّا العدالة في الرايخ الثالث فقد توقفت المانيا منذ الأسابيع الأولى من عام ١٩٣٣ عن أن تكون مجتمعاً يقوم على القانون، وتبجح نجوم القضاء (الذين عينهم هتلر) بأنّ هتلر هو القانون وأيد ذلك غورنغ في خطابه في الثاني والعشرين من تموز ١٩٣٤ أنّ القانون وإرادة الفوهرر شيئ واحد.

المهم هو كيف وصل هتلر إلى الحكم؟
كان عدد أعضاء الحزب النازي( الإشتراكي الوطني) عام ١٩٢٨،مائةو ثمانية آلاف فقط ، وكان هتلر زعيم هذا الحزب بعد خروجه من السجن في نهاية ١٩٢٤ قد اجتمع بهينريخ هيلد رئيس وزراء بڤاريا وقطع على نفسه وعداً بحسن السلوك ومقابل ذلك رُفع الحظر عن الحزب النازي وصحيفته!!!!! واعتقد رئيس وزراء باڤاريا كما قال لوزير عدليته “لقد كبحنا الوحش الكاسر وغداً بوسعنا أن نرخي له القيد”
في اجتماعه الأول مع أعضاء حزبه في٢٦ شباط ١٩٢٥، بعد ساعتين من الخطابة ببلاغته المؤثرة كعهدها، ضج الحشد مرعداً بالهتاف والتصفيق واختتم الاجتماع ب”أنا وحدي أقود الحركة وليس في وسع أحد أن يملي شروطه عليّ، وكان هتلر قد وضع هدفين نصب عينيه وأول هذين الهدفين أن يركز جميع السلطات بين يديه، أمّا الثاني فإعادة تنظيم الحزب النازي كمنظمة سياسية تبحث عن الوصول ألى الحكم بالطرق الدستورية وحدها . وقال لأحد أتباعه ” عندما أستأنف العمل الجدي والنشاط، أرى لزاماً عليّ أن أتبع سياسة جديدة. وبدلاً من الجري وراء الحكم عن طريق الإنقلابات المسلّحة، أرى أن نحتفظ بكبريائنا وأن ندخل الرايخستاغ ضد النوّاب الكاثوليك والماركسيين، وإذا كان التغلب عليهم بالأصوات يتطلّب وقتاً أطول من التغلب عليهم بالرصاص، فإنّ النتيجة على أي حال ستكون مضمونة ضمن دستورهم، وتكون كل عملية مشروعة بطيئة، ولكننا سنحصل على الأغلبية إن عاجلاً وإن آجلاً وعنذاك سنفوز بألمانيا.”
وفعلاً فقد بلغ اعضاء الحزب عام ١٩٢٨ مائة وثمانية آلاف عضو وفي العام ١٩٢٩، ١٧٨ألفاً بعد أن كان عددهم في العام ١٩٢٥ سبعة وعشرين ألف عضو.
وأراد هتلر أن تكون له عصابة يستطيع الاعتماد عليها فخلق فريق الحرس النازي (s.s) وألبس أفراده الزي العسكري الأسود وحملهم أن يقسموا يميناً خاصاً بالولاء له شخصيّاً.ووضع على رأس هذا الحرس هملر في العام ١٩٢٩. وهو الذي جعل من هذه العصابة مصدر الفزع والرعب في أوروبا المحتلة مستقبلاً. وكان مقر الحزب النازي في الأيام الأخيرة للجمهورية ، القصر البني، دولة داخل دولة ولم يكن ذلك صدفة بل هو أمر خطط له هتلر وقد صرّح بذلك بعد وصوله إلى الحكم عام ١٩٣٦ في خطاب ألقاه في الذكرى السنوية للتاسع من تشرين الثاني ” لقد أدركنا، أنّ قلب الحكومة القديمة أمر لا يكفينا، وأنّ علينا أن نبني مسبقاً الدولة الجديدة، وأن تكون على أُهبة الاستعداد عملياً لتسلّم الحكم…. وعندما حلّ عام ١٩٣٣لم يعد الموضوع قضية إطاحة بالدولة عن طريق عمل من أعمال العنف، إذ كنّا في أغضان ذلك قد بنينا الدولة الجديدة ولم يبق أمامنا إلّا تحطيم آخر ما تبقى من الدولة القديمة، ومثل هذا التحطيم لم يستغرق منّا أكثر من بضع ساعات.”
◦ لكنّ هذا التنظيم مهما كان رائعاً في كفايته وإتقانه، فقد لقي هتلر متاعب جمّة مع كبار مساعديه، الذين كانوا دائمي التشاحن لا مع بعضهم البعض فحسب بل معه هو أيضاً، وقد تمكن من اجتذاب عدد ضخم من الأشخاص سيئي السمعة، وكان الحزب ملجأً طبيعياً للقوادين والقتلة والمدمنين

على الخمر والميالين إلى الابتزاز عن طريق التشهير، ولم يكن هتلر ليكترث بذلك طالما أنّهم ينفعونه
◦ وقد عبّر عن ذلك بقوله”لا اعتقد أنّ من مهمة القائد السياسي أن يحاول إصلاح المادة البشرية التي تقف جاهزة في متناول يده أو حتى التوحيد بينها.”
◦ أمّا العدالة في الرايخ الثالث فقد توقفت المانيا منذ الأسابيع الأولى من عام ١٩٣٣ عن أن تكون مجتمعاً يقوم على القانون، وتبجح نجوم القضاء (الذين عينهم هتلر) بأنّ هتلر هو القانون وأيد ذلك غورنغ في خطابه في الثاني والعشرين من تموز ١٩٣٤ أنّ القانون وإرادة الفوهرر شيئ واحد.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*