بيت لحم الجليليّة
- by منصة الراي
- August 11, 2023
- 0
- 429  Views
- 0 Shares
جاء اسمها من إله الخبز الكنعاني لحمو، وتقع في منطقة غنيّة بالماء والأرض الخصبة بين مرج إبن عامر وجبال الناصرة وهضاب شفاعمرو.وعرف موقعها استيطانًا منذ العصر البرونزي الكنعاني حتى اليوم.في الفترة العثمانيّة كانت قرية عربيّة صغيرة تجاورها قرية أخرى هي أم العمَد.في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وبعد قانون تسجيل الأراضي امتنع الفلّاحون البسطاء عن تسجيل الأراضي بأسمائهم خوفًا من دفع الضريبة وتجنيد أبنائهم، وهنا جاء دور العائلات الغنيّة التي استثمرت وامتلكت الأراضي بما عليها من قرى، ومن هذه العائلات عائلة سرسق اللبنانيّة التي امتلكت في مرج إبن عامر والسهل الساحلي نحو 24 ألف دونم، باعت للهيكليّين الألمان منها 2826 دونمًا كانت عليها قريتا أم العمد وبيت لحم.فقاموا على موقع بيت لحم مستعمرة سنة 1906 دعوها بنفس الاسم، وفي أم العمد مستوطنة سنة 1907 دعوها ڤالدهايم أي حديقة الغابة(نسبة لغابة الملّ المجاورة). وكان هؤلاء الالمان قد أقاموا من قبل مستعمرة المانيّة في مدينة حيفا سنة 1868.بنى الألمان بيوتهم على النمط الألماني بحجارة جيريّة محلّيّة، وفي هاتين القريتين بقي الفلاحين العرب يعملون في الأرض كما كانوا سابقًا.في العام 1931 كان نصف السكّأن من العرب ونصفهم من الألمان، وخلال الحرب العالميّة الأولى تعاطف هؤلاء الالمان مع وطنهم الأمّ ضد الحلفاء ومنهم بريطانيا التي كانت تحكم فلسطين، الأمر الذي أغضب السلطات الانتدابيّة ففرحت عليهم القيود ومنعهم من الخروج من مستوطناتهم ببناء سياج حولها.ومع انتهاء الحرب انتقمت منهم بريطانيا بتهجير الناشطين والمؤثّرين في مجتمعهم إلى أستراليا، ومَن بقي تمّ تهجيره في نيسان 1948 على يد القوّآت الإسرائيليّة هذه المرّة، إلى قبرص ومن هناك التحقوا بسابقيهم، كما طردت من بقي من العرب.جاءت بيهود من النمسا وأسكنتهم في بيوت الالمان في بيت لحم، وفي سنة 1952 بدأت المفاوضات بين إسرائيل (بصفتها وريثة اليهود وممثلة عنهم) وبين ألمانيا الغربيّة (بصفتها وريثة النازيّة المسؤولة عن مذبحة اليهود وخسارة املاكهم)، حول تعويضات، واستمرّت المحادثات عشر سنوات، وكانت املاك الالمان في فلسطين جزءًا من التعويض، وقدّرت بأربعة وخمسين مليون فرنك الماني أي ثلاثة عشر مليون دولار أمريكي.وكانت للهيكليّين الالمان إضافة للألمانيّة في حيفا وڤالدهايم وبيت لحم مستوطنة في يافا (1869) ومستوطنة سارونه في السهل الساحلي(1871) وفي القدس (1873) وكرملهايم في مركز الكرمل(1873) وڤلهلما قرب اللد (1902).تتميّز بيت لحم الجليليّة كغيرها من مستوطنات الالمان بهندسة القرية ومبانيها الحجريّة المؤلفة من طابقين وسطوحها من القرميد، على جانبي شارع رئيسي.ويبرز بين بيوت بيت لحم بيت الشعب الكبير المخصّص للقاءات والاحتفالات، وإلى جانبه خزان الماء المبني من نفس نوع الحجر.المكان هادئ وجميل، يستحق الزيارة.