أبو شوشه (قضاء حيفا) – فوزي حنا

يتكرّر اسم (أبو شوشه) ثلاث مرّآت في ثلاثة اقضية، الرّملة وطبريّا وحيفا، والشّوشة هي عُرف الدّيك، وهي ذؤابة (خصلة شَعر) في أعلى الرّأس، والقرى الثلاث تقع على تلال مرتفعة تشرف على ما حولها.تقع أبو شوشه (حيفا) على مرتفع شرقيّ الرّوحة، يشرف على مرج ابن عامر. قامت القرية في زمن العثمانيّين على موقع أثريّ عاش فيه الإنسان منذ خمسين قرنًا (البرونزي) إلى ما قبل خمسة عشر قرنًا (البيزنطي).بدأت التنقيبات الأثريّة هنا في 1883  بعثة من صندوق الاكتشافات الفلسطينيّة (P.E.F) اكتشفت مغارة دفن وأخرى فيها معصرة.حفريّات إنقاذ نُفّذت في 2007 استعدادًا لتوسيع الشارع المحاذي (66)، ثمّ قامت بعثة من جامعة بار إعلان بإشراف د. أڤنير آكر، حيث تمّ اكتشاف سلسلة ترابيّة دفاعيّة حول التّلّ وبقايا قناة ماء وبقايا صناعة الزّجاج وفخّاريّات ونقود من حقب تاريخيّة متعاقبة.هنالك من يعتقد أن المكان موقع مدينة جبع المذكور في تاريخ حملات تحتموس الثالث في القرن الخامس عشر قبل الميلاد.في فترة الانتداب البريطاني بنى اليهود مستوطنة مشمار هعيمك على أراضي القرية، وزادت بين أهل القرية والمستوطنين الجدد علاقات جيرة حسنة، إلى أن جاء عام النكبة حيث فشل هجوم لجيش الإنقاذ على المستوطنة، فانسحب المهاجِمون تاركين القرية فريسة بيد الهچاناه التي قصفتها بالمدافع، فهرب معظم السكّان خوفًا باتّجاه أم الفحم القريبة، وحين احتلّ الغزاة القرية طردوا مَن بقي من السّكّأن، وهدموا القرية كي لا يعود إليها أحد.وفي هذا المجال من المناسب أن نذكر حكاية تحوي في طيّاتها عمق المأساة، رواها أحد مشرّدي القرية وهو أحمد ذياب العرعراوي الذي استقرّ في عمّان، يذكر أن والدته تركت ابنها الرّضيع في أحد الحقول في طريق النزوح، خوفًا من أن يبكي فيعرف الجنود موقعهم، فقد يأتي مَن ينقذه وإن لم يحصل تكون قد انقذت بقيّة افراد العائلة، وحين لاحظ الأب غياب الطّفل، وعرف الحكاية، عاد تحت القصف إلى حيث الطفل وحمله معه إلى المنفى القسريّ.الموقع غربي شارع 66 شمال مستوطنة مشمار هعيمك مباشرةً، يفصل بينهما شارع رقمه 6953 يتّجه غربًا إلى الرّوحة.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*