القلعة الحمراء وخان الحثروره – فوزي حنا
- by منصة الراي
- October 6, 2023
- 0
- 451  Views
- 0 Shares

القطاع الشّرقي من طريق القدس أريحا القديم، كثير الالتواء بسبب شدّة الانحدار نحو الغور، لذا استغلّ قطّاع الطرق بداية الالتواءات مكانًا مناسبًا للانقضاض على المتنقّلين في الطّريق، لسلب اموالهم، والاعتداء عليهم بالضرب أحيانًا من اجل ذلك. لذا أقام الرّومان قلعة لهم، وبعد انتشار المسبحيّة نُسبت للمكان الحكاية التي رواها السيّد المسيح (لوقا 10) عن السامري الذي ساعد جريحًا يهوديًّا، بعد ان مرّ به ابناء جلدته ولم يلتفتوا إليه، ودعي هذا السامري (السامري الصالح)، لذا بنى البيزنطيون هنا ديرًا وكنيسة، هدم الفرس هذا البناء في 614 كغيره من الاديرة والكنائس. وحين سيطر الفرنجة على بلادنا في نهاية القرن الحادي عشر بنوا هنا قلعة رباعيّة، مساحتها 2.5 دونم. أطلقوا عليها اسم (كاستل روج) أو (شاستل روج) اي القلعة الحمراء، أو (تور روج) أي البرج الأحمر.تناقضت التفسيرات حول هذه التسمية، فبعضهم يعيدها لدماء المعتدى عليهم، وبعضهم لدماء السامري، في حين يعيدها آخرون للون الحجارة المائل إلى الحمرة، والتي بنوا بها قلعتهم.وحين سيطر المماليك على البلاد في القرن الثالث عشر اقاموا العديد من الخانات، منها في هذا المكان، خدمةً لزوّار مقام النبي موسى القادمين من القدس.أطلقوا على الخان اسم (خان الحثرورة) ويعني هذا الاسم التربة متعدّدة الألوان، ويلاحظ المار من هنا حجارة بيضاء وأخرى حمراء وأخرى بتروليّة سوداء (پيتومين).ظل الخان مستعملًا خلال الفترة العثمانيّة ثم أهمل وأصابه الخراب.في العام 1844، وُجِد هنا نقش يشير إلى العصر الأموي، جاء فيه:(أمر بعمارة هذا الطريق بصنعة الأميال عبد الله عبد الملك امير المؤمنين رحمه الله من دمشق إلى هنا تسعة وماية ميل)، نُقِل هذا الحجر إلى اسطنبول، وهو محفوظ اليوم في متحف السلطان أحمد.في العام 2009 تمّ فتح الموقع للزّوّار، حيث يوجد عرض للوحات فسيفسائية جميلة وفيلم عن صناعة الفسيفساء، ككما يمكن مشاهدة بقايا البناء.الدّخول مرهون بدفع رسوم.المكان موجود على شارع رقم 1 بين البحر الميت والقدس.