كلمة وفاء لأبي خالد – الأرشمندريت د. أغابيوس أبو سعدى رئيس طائفة الملكيِّين الكاثوليك في حيفا

يقول السَّيِّد المسيح في الإنجيل: “من ثمارهم تعرفونهم”. لقد عرفتُ أبا خالد منذ سنواتٍ عدَّة، ذاك الإنسان الذي آمن بخطِّه الحزبيِّوالسِّياسيِّ، فحافظ عليه على الرَّغم من متغيِّرات الأزمنة المضطربة. إنَّالحفاظ على المبادئ التي يؤمن بها الفرد، مع احترام المبادئ التي يؤمن بها الآخرون، لهو سِمَةٌ تُميِّز الكبار، الذين يعرفون كيف يفصلون بين الشخصيِّ والعامِّ. هؤلاء الأشخاص أصبحوا قلَّةً في زمنٍ بات فيه التَّعدِّي على حرِّيَّات الآخرين ومعتقداتهم أمرًا مشرَّعًا. أبو خالد هو رجل المبادئ الثَّابتة في زمنٍ نرى فيه رجالات المتغيِّرات تعصف بأبناء شعبنا من هنا وهناك. فكم أحوجنا اليوم إلى مثل هؤلاء الرِّجال الثَّابتين الصامدين المندفعين لخدمة الإنسان والوطن، بعيدًا عن المصالح الشَّخصيَّة والضَّيِّقة. هذه هي الثَّمرة الأولى والأساسيَّة التي أردتُ أن أصف بها أبا خالد. أمَّا الثَّمرة الثَّانية، والتي لا تقلُّ أهميَّةً عن الأولى، أنَّه أسَّس عائلةً تعرف معنى العطاء للإنسان دون قيدٍ أو شرطٍ. وهنا لا يسعني إلا أن أذكر الرَّفيق د. خالد، الذي لا أبرحُ أطرقُ بابَه إلا ويكون مفتوحًا على مصراعيه، ليمدَّ يد العون لكلِّ مَن احتاجه، بغضِّالنَّظر عن دينه وعرقه وجنسه. رَحِمَ الله تعالى أبا خالد، وعزَّى قلب عائلته العزيزة جدًّا على قلبي، وعوَّض الله وطننا بإنسانٍ على مثال غالينا أبي خالد..

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*