مينة المشيرفة (خربة الطّبايق) وجُزرها – فوزي حنا

هي خربة فينيقيّة الأصل، على شاطئ الجليل الغربي، بين الناقورة والزيب، وهي اقرب إلى الأولى، وتقع على مرتفع كركاري، وفيها بقايا فخّاريّات من العصر البرونزي الأوّل والثاني والثالث، كذلك قبور منقورة في الصخر، وبرك قليلة العمق، قد تكون استعملت لتربية اصداف الموريكس لاستخراج الارجوان، الذي كمّيّته قليلة وإنتاجه مكلف، لذا فقد اقتصر استعماله على الملوك والاغنياء، وربّما تكون هذه البرك لاستخراج الملح من مياه البحر بالتبخير.إلى جانب ذلك وُجدت مقالع حجارة لبناء البيوت والمرسى، ومعاصر لإنتاج الخمرة.ذكرتها وثائق الفرنجة من القرن الثاني عشر للميلاد باسم (لا مسرف)، وامتلكت ارضها فيما بعد عائلات من البصّة القريبة، وما زالت إحجاها محتفظة ببيّارتها، وهي عائلة كنعان.مًن يقف فوق هذا المرتفع وينظر غربًا يجد مجموعة من الجزر، قد يختفي بعضها في اوقات المدّ، وهذه الجزر، ما هي إلّا قمم لسلسلة كركاريّة برزت بعد امتداد البحر وارتداد اليابسة، وعملت فيها امواج البحر حتى صارت سطوحها مستويّة، وتسمّى جزر الزيب او المشيرفه.اكبر هذه الجزر جزيرة السّمسم، لا يزيد طولها عن 250 مترًا وعرضها عن 100م.لانّ هذه الجزر بعيدة عن يد البشر وجدت فيها بعض الأحياء ملاذًا، فعشّشت الطيور على سطحها واختبأت بعض الأحياء المائيّة في شقوقها، ومنها خيار البحر الذي جاء من المحيط الهندي عن طريق قناة السويس.بعض هذه الجزر محميّة طبيعيّة، وزيارة الجزر غير المحميّة ممكنة عن طريق شركة قوارب خاصّة.الوصول إلى الخربة من قرب مدخل القرية السياحيّة روش هنكرا او من جسر الزيب أو على الاقدام من رأس الناقورة.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*