مقالات تاريخية احتلال حيفا-عن كتاب اسكندر عمل” حيفا بصمة حمراء” في ٢٢- ٢٤ نيسان ١٩٤٨ تمّ احتلال حيفا حسب خطة ” المقص” – بقلم أسكندر عمل
- by منصة الراي
- April 22, 2024
- 0
- 362  Views
- 0 Shares
في ٢٢- ٢٤ نيسان ١٩٤٨ تمّ احتلال حيفا حسب خطة ” المقص” ، حيث قُسِّمت حيفا إلى ثلاث مناطق مختلفة ومهمة استراتيجياّ، لمنع التواصل بين الأهل أو لمنع إيصال المواد التموينية للأهالي، عملية تجويع جماعية من ناحية، ومنع المقاومين من الحركة بحرية في المدينة.
سبقت عملية الاحتلال مجازر اقترفتها عصابات الهجناة في قرى حيفا ومنطقتها كالطنطورة وحوّاسة وبلد الشيخ وإجزم وكفر لام وعين حوض وعين غزال وأم الزينات، وعمدت هذه العصابات إلى أيصال أنباء هذه المجازر إلى أهالي حيفا.
جرت المعارك على ثلاثة محاور، الأول وادي روشميا والحليصة، والفرقة الثانية نزلت من الهدار إلى الأحياء العربية المتاخمة، والفرقة الثالثة اقتحمت الحي التجاري الملاصق للميناء والبلد التحتى، وقد أحكمت القوات الصهيونية طوقها على المدينة وأبقت منفذاّ واحداّ فقط للميناء حيث انتظرتهم سفن أجنبية إلى عكا ومن هناك إلى مخيمات اللجوء في لبنان وسوريا والأردن.
قام رفاق الحزب في حيفا في ٢ أيار ١٩٤٨، توفيق طوبي وعصام العباسي ويوسف عبدو بكتابة منشور باسم ” عصبة التحرر الوطني ” في مقر العصبة في درج الموارنة( نادي إميل توما اليوم)، يدعون فيه السكان إلى عدم ترك البلد مهما كانت الظروف، ووزعوا المنشور في كل مناطق حيفا العربية حتى الميناء ومما جاء في المنشور:” إنّ نزوح الشعب العربي عن حيفا وقضائها، عن أرض آبائه وأجداده وتخليه عن أملاكه وأرزاقه وأعماله يسهّل على الاستعمار تنفيذ مؤامراته ويساعد على ابتلاع مصالح العرب في هذا البلد، إنّ مصلحة عرب حيفا وعرب فلسطين تحتم على سكان حيفا العرب الرجوع إلى مدينتهم، إلى أعمالهم ومصالحهم. يجب أن لا ننخدع بتصريحات المأجورين الذين يستفيدون من مآسي الشعب العربي والأمة لتثبيت أقدامهم وأقدام المستعمرين. لن ينقذ فلسطين خدام الاستعمار عملاؤه بل نضال سكانها المباشر في سبيل تحطيم قوى الاستعمار لأجل الحرية والستقلال والجلاء.”
رفض رفاق الحزب دعوة الجيش، للسكان العرب، التمركز في حيي وادي النسناس وعباس، ووصفه توفيق طوبي أنّه بمثابة غيتو للسكان العرب في المدينة، ولم يكتف الرفاق العرب واليهود بذالك، بل قاموا بأنفسهم بطرد اليهود الذين استولوا على بيوت عربية، وأعادوا أصحابها إليها.
رغم كل ما بُذِل من محاولات لإبقاء الأكثرية في حيفا إلّا أنّ إرهاب العصابات الصهيونية وتآمر الإنجليز كان الأقوى، ويقول بولس فرح أحد مؤسسي عصبة التحرر الوطني في كتابه ” من العثمانية إلى الدولة العبرية”: كانت مكتبتي في منتصف المدينة على مشارف ساحة الخمرة، لقد شاهدتهم ينزحون بعشرات الشاحنات المحملة بأثاثهم، يمرون قهراّ عبر ساحة الخمرة، شاهدتهم ينزحون بعشرات الشاحنات بل بمئاتها، كان عدد سكان حيفا العرب ٨٠ ألفاّ فأصبح في صيف ١٩٤٨ لا يزيد على ١٩٥٠ ساكناّ، موزّعين على مختلف أنحاء المدينة”.
بعد ان عرف لواء كرميلي أنّ النّاس نُصِحوا بالتجمع بالقرب من بوابة الميناء أمر ضباط اللواء جنودهم بنصب مدافع هاون عيار ٣ إنشات على منحدرات الجبل( منطقة مستشفى روتشيلد أو بني تسيون اليوم) وقصف الناس المحتشدين في الأسفل، هذه العملية أدّت إلى مقتل العديدين وهذا دفع الآخرين للاندفاع للمهرب الوحيد أمامهم، الميناء، وسارعوا إلى القوارب.