بيت النّابلسي في طبريّا – فوزي حنا
- by منصة الراي
- August 29, 2024
- 0
- 229  Views
- 0 Shares
تشعّبت الجريمة من مذابح وطرد وهدم وتغيير المعالم والأسماء، حتّى بيوت العبادة والبيوت التي تحمل طابعًا عربيًّا ولم تُهدَم، أُهمِلت كي تتساقط بمرور الزّمن.في مدينة طبريّا يقع أحد ابرز هذه البيوت، وقد أحيط بسياج ولافتات تُنذر بخطورة الدّخول إلى البيت، هو بيت النّابلسي، وقد بنته عائلة الحاج نمر النابلسي الغنيّة، كما بنت غيره في يافا وثالث قرب خربة البرج، وهو اليوم ضمن مستوطنة كفار يونا، إضافة لبيوتها وقصرها في مدينتها نابلس.الحاج نمر خرّيج الأزهر، وكان من روّاد صناعة الصّابون في نابلس، وقد بنى هذا البيت للاستجمام في هذه المدينة المميّزة ببحيرتها وحمّاماتها ودفئها الشّتويّ.بني البيت سنة 1935 وبعد سنوات قليلة،في سنة 1940 توفّي صاحبه، وفي 1942 تمّ تأجير البيت لمنظّمة العمّال (الهستدروت) لاستعماله كبيت نقاهة للعمّال، نزل فيه روّاد الحمّامات ودُعِي (پنسيون طبريّا)، عملت فيه مجموعة من العمّال، بنوا لهم كيبوتس (ألوموت) سنة 1946، لذا أطلِق على هذا البيت (بيت ألوموت)، وما زال هذا الاسم متداولًا.في نيسان 1948 تمّ طرد عرب المدينة، وفي أيّر قامت دولة إسرائيل ليصير هذا البيت ضمن املاك الغائبين، فتمّ إسكان قادمين جدد في غرفه الكثيرة، مؤقّتًا، إلى أن يوجدوا لهم مساكن دائمة، وأخذ نزلاؤه يتركونه الواحد تلو الآخر حتّى فرغ البيت سنة 1950، فأصابه الخراب مع الزمن نتيجة الإهمال.وخلال السّنوات الأخيرة، وبعد عشرات السنين، بدات نقاشات في الهيئات البلديّة والحكوميّة حول مصيره، فكان أحد الاقتراحات إقامة كلّيّة خاصّة للطّبّ وِفق ميراث الطّبيب الفيلسوف رابي موشيه بن ميمون (رمبام)، ذلك لقرب البيت من ضريحه.لم يتمّ ذلك. وفي العام 1999 تمّ إدراجه ضمن خطّة ترميم وصيانة المباني التّاريخيّة، ولم يتم عمل اي خطوة في هذا الاتّجاه، حتّى انّ مراقب الدّولة في تقريره سنة 2005 وجّه انتقادًا قاسيًا لبلديّة طبريّا على إهمال هذا البيت وغيره من المباني التاريخيّة.البيت ذاته بني بهندسة جميلة، من حجر البازلت الاسود المُطعَّم بالجيري الابيض على طراز الابلق المملوكي، فجاءت الشبابيك والابواب مؤطّرة بإطار ابيض جميل، يتوسّط واجهة البناء عند مدخله الرئيسي برج كابراج الكنائس يعلوه سطح هرميّ.على طرفي البناء من الشمال ومن الجنوب شرفتان من الحجر الجيري القدسي الزّهري الجميل.البيت موجود خارج اسوار المدينة إلى الغرب من القلعة ويجاور قبر الرّمبام الذي من السّهل تمييزه بالبرج الحديدي المرتفع الذي يظهر من بعيد. وضع البيت اليوم مثير للألم والحزن والغضب في آن.