كنيسة المخلّص اللوثريّة – القدس – فوزي حنا
- by منصة الراي
- December 9, 2024
- 0
- 195  Views
- 0 Shares
بخروجنا من ساحة كنيسة القيامة من ناحية السّوق، تواجهنا كنيسة مبنيّة بالحجر الأبيض تتميّز برج مرتفع، وتقع في طرف المارستان، (والمارستان كلمة ماخوذة من بيمارستان من أصل فارسيّ بمعنى مستشفى)، وكان جنوبي الموقع مستشفى مار يوحنّا(سنت جون) في زمن الفرنجة.
كانت هنا حيث بنيت هذه الكنيسة، كنيسة فرنجيّة كان اسمها (سانتا ماريّا لاتينا)، وظلّت خربة حتى منح السلطان العثماني عبد العزيز الاوّل هذا الموقع لفريدريك ڤلهلم ملك پروسيا، وكان ذلك سنة 1869، وفي العام 1898، في زمن السّلطان عبد الحميد الثاني زار فلسطين إمبراطور المانيا ڤلهلم الثاني وزوجته أچوستا ڤكتوريا، ودشّن هذه الكنيسة وامر برفع برج أجراسها مقابل برج المستشفى الذي امر ببنائه على جبل المشارف وسُمِّي باسم زوجته، كان ذلك في يوم 31/10/1898.
اهتمّ مهندسو الكنيسة ان تلائم بقدر الإمكان ما سبقها ودمْج بقايا البناء السابق في الكنيسة الجديدة، ويلاحَظ ذلك بوضوح، خاصّةً حين ننظر إلى الجدار الشمالي الخارجي، حيث القوس والباب بنمط القرون الوسطى وتظهر هنا أسماء الأشهر.
تخلو الكنيسة من الزّينة والإيقونات. لكنّ البناء جميل.
محظوظ مَن يدخل الكنيسة في اوقات التراتيل المرفقة بنغمات الأورغ الضّخم المثبت في الدّاخل، وتقام احيانًا كونسيرتات للتّراتيل الدينيّة.
لا تكتمل زيارتنا للكنيسة دون الصّعود إلى برجها العالي الذي يبلغ ارتفاعه نحو 40 مترًا، وفيه 176 درجة (إصعدوا ببطء)، وحين نصل لنهاية البرج نطلّ على اجمل مناظر المدينة، فمن الشّرق نرى الأقصى وقبّة الصّخرة وجبل الزّيتون بكنائيه وجبل المشارف حيث الجامتة العبريّة وجامعة المورمون ومستشفى أچوستا ڤكتوريا، ومن الجنوب نرى قبّة كنيسة مار يوحنًا وقلعة القدس وحي الارمن وجبل المكبّر، وإلى الغررب نطلّ على كنيسة القيامة ومحيطها، وإلى الشّمال على منطقة باب العمود وحي المصرارة.
( لا تتردّدوا بالصّعود، لكن ببطء ) .