نساء مقاومات (2) – اسكندر عمل
- by منصة الراي
- September 23, 2017
- 0
- 2521  Views
- 0 Shares
- الشهيدة مريم خير الدين: “اعداؤنا كُثر لكنّ أصدقاءنا كُثر ومش ناقصنا حتّى يتحالفوا معنا إلّا أن نقف نحن مع أنفسنا، نحمي قيادتنا بنضالنا، والاتّحاد السّوفييتي معنا، كل احرار العالم معنا، كل العرب معنا، لكن بعض الأنظمة العربيّة مع الأسف، متّكلة على الأمريكان حتّى تبقى متسلّطة على الشّعوب العربيّة”
*الشّهيدة وفاء نور الدّين (شهيدة النّبطيّة)*
ولدت وفاء في مدينة النّبطيّة في الجنوب الّلبناني عام 1962، انتسبت للحزب الشّيوعي الّلبناني عام 1981، ثمّ التحقت بجبهة المقاومة الوطنيّة الّلبنانيّة وكتبت في طلب الانتساب للجبهة “راودتني أفكار عندما قرّرت المساهمة بقتال العدو الإسرائيلي، خاصّة عندما علمت أنّي سأقوم بعمليّة، وسألت نفسي هل أكتب وصيّة، حسمت أمري أنّ أفضل ما أكتب طلب انتساب لجبهة المقاومة الوطنيّة الّلبنانيّة، لانّ الانتساب للمقاومة يعني الانتساب للوطن وللقضيّة وللشّعب وللحزب المقاوم الحزب الشّيوعي الّلبناني، حزب جبهة المقاومة الوطنيّة، فأنا وفاء نور الدّين من بلدة النّبطيّة، من جنوب الوطن المقاوم للاحتلال وعملائه، من عائلة فقيرة، ومع الأسف، ارتُكِبت من حولي أخطاء عديدة فلم يكن أمامي لخلع ثوب هذه الأخطاء الجسيمة، إلّا أن أقاتل العدو الّذي تسبّب بمآسي شعبي، العدو الّذي احتلّ أرضي ودنّس كرامتنا، عدا عن دافعي الوطني والحزبي وقناعتي بأنّ أرضنا لن يحرّرها إلّا الكفاح المسلّح وشعبنا لن تُعاد له كرامته إلّا بالقتال حتّى الاستشهاد، فكانت المقاومة الوطنيّة طريقًا وحيدًا للتّحرير لتبقى وترتفع الرّاية الوطنيّة عالية خفّاقة فوق كلّ تلّة من تلال هذا الوطن، هذه التّلال الّتي رواها رفاق مناضلون بدمهم، سبقوني وسبقوا رفاقًا آخرين ينتظرون دورهم ليشاركوا بدمائهم في تحرير الأرض، هذه يسار مروّة وعمّار قوصان ومحمّد يونس ومحمّد محفوظ وبلال فحص وسناء محيدلي أعلام لكلّ مناضل يعمل لتحرير أرضه من المحتلّ الإسرائيلي، فإن قبلتم طلبي هذا، فإلى الأمام أيّها الرّفاق وإلى مزيد من الحفاظ على مقاومتي وحزبي وشعبي.”
بعد التحاق وفاء بالمقاومة قامت في صباح يوم الخميس 9 أيّار 1985 بقيادة مجموعة الشّهيدة لولا عبّود لتنفيذ عمليّة بطوليّة عند مفترق أبو قمحة قرب بلدة حاصبيّا، ضدّ دوريّة لمليشيا العميل أنطوان لحد، وعندما اصطدمت المجموعة بالدّوريّة، حاولت الأخيرة اعتقالهم، قامت وفاء بتفجير نفسها بالضّابط وبعناصر الدّوريّة لتلحق خسائر كبيرة، فقد قُتِل الضّابط وزوجته وعدد من أفراد الدّوريّة، وقد اعترف النّاطق العسكري الإسرائيلي بذلك. واستشهدت الرّفيقة البطلة وفاء نور الدّين في هذه العمليّة البطوليّة.
وقد قامت قوّات الاحتلال وعملاء لحد بإجراءات هستيريّة في المنطقة الّتي نُفِّذت فيها العمليّة، فسيّجوا طرقاتها والقرى المحيطة بها، ووضعوها تحت حصار لم تشهد له مثيلًا من قبل.
*الشّهيدة ابتسام حرب “فتاة الجبل”*
ابتسام من بلدة غريفة الشّوف، في الثّامنة والعشرين من عمرها قامت بعمليّة استشهاديّة بطوليّة ضدّ “بوّابة العار” في منطقة “الحزام الأمني” في منطقة رأس البيّاضة- النّاقورة، في الثّامن من تمّوز 1985، ذكرى استشهاد أنطون سعادة، مؤسّس الحزب السّوري القومي الاجتماعي الّذي انتمت إليه. وكان تنفيذها للعمليّة بعد خمس دقائق من قيام أحد أعضاء الحزب السّوري القومي الاجتماعي، خالد أزرق بعمليّة استشهاديّة في الزّاوية.
قامت فتاة الجبل في السّاعة الرابعة والدّقيقة الخامسة والعشرين بتنفيذ العمليّة على جسر البيّاضة – النّاقورة فتخطّت حاجزًا مشتركًا لجيش الاحتلال وجيش العميل لحد بسيّارتها المجهّزة بعبوّة ناسفة تزن 200 كغم من مادّة “ت.ن.ت.”. وأسفرت العمليّة عن سقوط 30 قتيلًا وجريحًا من جيش الاحتلال وجيش العميل لحد.
*الشهيدة مريم خير الدّين “زوبعة البقاع”*
مريم من مواليد دورس قضاء بعلبك عام 1967، قامت في تمام السّاعة السّابعة والنّصف من صباح يوم الأربعاء 11 أيلول 1985 باقتحام تجمّع للاحتلال وعملائه على حاجز زغلة في منطقة حاصبيّا، بسيّارة من نوع تويوتا مفخّخة بـ300 كغم من مادّة الـ”ت.ن.ت.” الشّديدة الانفجار، وأسفرت العمليّة عن قتل وجرح جميع العناصر البالغ عددهم 30 عنصرًا بينهم ضابط مخابرات اسرائيلي ومساعدوه، كما تمّ تدمير دبّابتين وثلاث مجنزرات وسيّارتي شحن وسيّارة جيب، وشوهدت طوّافات الاحتلال تخلي الجرحى والقتلى.
في مساء يوم الأربعاء ظهرت الشّهيدة مريم فخر الدّين على شاشة قناة 7 في بيروت عبر شريط مسجّل لها قبل انطلاقها إلى عمليّتها الاستشهاديّة قالت فيها “أنا الرّفيقة الشّهيدة مريم فخر الدّين تصميمي نهائي وارد عن قناعة كاملة، يلّي ربّاني عليها الحزب السّوري القومي الاجتماعي، واليوم عمري 18 سنة، هذا عمر العنف الثّوري، زادت عندي القناعة للرّد على هذا العدو البربري الّذي اغتصب أرضنا وشرّد شعبنا الفلسطيني وحرّم عليه العيش بكرامة، يلّي بيتَّهم مناضلي المقاومة الوطنيّة بالإرهاب وتساعده امريكا عدوّة الشّعوب الحرّة عدوّتنا القوميّة في هذا التّزوير التّاريخي. إنّ تاريخ العدو حافل بالدّم والإرهاب واجتياحه للبنان وقصف بيروت وتجويعها ومحاصرتها، وقبلها صيدا وصور، كلّها عمليّات إرهابيّة اعتدائيّة. ولن ننسى مجزرة صبرا وشاتيلا الّتي نظّمها العدو ونفّذتها ” القوّات الّلبنانيّة” بقيادة إيلي حبيقة، وهي من أسوأ أنواع الإرهاب. بعد هذا لا أعتقد أنّ هناك إنسانا في شعبي عنده كرامة وبحبّ الحرّيّة والحياة إلّا لازم يستعمل سلاح الإرادة والتّصميم والمقاومة ضدّ هذا العدو. صحيح أنّنا لا نملك سلاحًا أقوى من سلاحهم وهو السّلاح الّذي قال عنه المعلّم الزّعيم أنطون سعادة ” أحبّ الموت متى ما كان الموت طريقنا للحياة”.
“بهذا السّيف بدأنا ننتصر، دلال المغربي، سناء محيدلي، ابتسام حرب ووفاء نور الدّين واليوم أنا، نحن البداية لكنّ النّهاية ستكون أعياد فرح وانتصار… اعداؤنا كُثر لكنّ أصدقاءنا كُثر ومش ناقصنا حتّى يتحالفوا معنا إلّا أن نقف نحن مع أنفسنا، نحمي قيادتنا بنضالنا، والاتّحاد السّوفييتي معنا، كل احرار العالم معنا، كل العرب معنا، لكن بعض الأنظمة العربيّة مع الأسف، متّكلة على الأمريكان حتّى تبقى متسلّطة على الشّعوب العربيّة، لكن هناك أقطارًا عربيّة تقدّميّة قوميّة وقفت لها بالمرصاد وفي طليعتها سوريا الأسد الّتي تشكّل صخرة الصّمود والتّصدّي نواة التّضامن العربي الصّحيح،… إنّ تطبيق الطّائفيّة هو ضدّ الدّين والوطن… وختامًا أحيّي رفاقي القوميّين الاجتماعيّين وأدعوهم إلى مزيد من النّضال ومزيد من التّضحية والالتحام بفئات الشّعب.”
*البطلة الّلبنانيّة سهى بشارة*
ولدت سهى في دير ميماس في 15 حزيران 1967، في الوقت الّذي انتهت فيه معركة النّكسة، الّتي زادت من غطرسة إسرائيل العسكريّة، بعد هزيمة الجيوش العربيّة واحتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء والضّفّة الغربيّة وهضبة الجولان السّوريّة.
والدها فوّاز بشارة كان عضوًا في الحزب الشّيوعي الّلبناني، وكان يرى في إسرائيل غرسة غربيّة رأسماليّة، زُرِعت في قلب العالم العربي لتخلق له الصّراعات والقلاقل، وقد انضمّت سهى للحزب عام 1982 وكانت ناشطة في الحزب واتّحاد الشّباب الديمقراطي الّلبناني ثمّ في جبهة المقاومة الوطنيّة الّلبنانيّة.
أوكلت لها مهمّة اغتيال العميل أنطوان لحد، فتركت الجامعة عام 1986 وانتقلت إلى مرجعيون حيث يسكن لحد. عملت في النّادي الثّقافي في مرجعيون ومن هناك وصلت إلى بيت لحد كمدرّبة رياضيّة لزوجته، بعد أن أقنعت مدير النّادي أنّها بارعة في هذا المجال.
توطّدت العلاقة بين سهى وعائلة لحد، وخفّت عمليات تفتيشها عند دخولها بيته، ثمّ لم تفتش. في 17 تشرين الثّاني 1988 دعت زوجة لحد سهى لشرب الشّاي، وانتظرت سهى حتّى مجيء لحد، وعندما كانت تستعدّ للمغادرة أطلقت عيارين على لحد من مسدّس 4,45 ملم فأصابت صدره وذراعه، ونُقِل إلى مستشفى رمبام في حيفا، وأُلقِي القبض على سهى بشارة واعتقلت في معتقل الخيام. وقد وصفت سهى في كتاب صدر لها عام 2000 أي بعد تحرّرها بسنتين من المعتقل بعنوان “المقاومة”، أصناف العذاب والتّعذيب الّذي عانته، لكنّها تؤكّد أنّ ما كتبته ليس سجلًّا لحياة البطلة سهى بشارة فقط بل هو سجلّ لتاريخ المقاومة الّلبنانيّة الّتي شاركت بها سهى.