فلسطين عشيّة النّكبة (4-4) – اسكندر عمل
- by منصة الراي
- December 23, 2017
- 0
- 3109  Views
- 0 Shares
فلسطيني يرفع مفتاح بيته الذي هجّر منه خلال نكبة التهجير الأولى
1928 أصدرت حكومة الأنتداب قانون تسوية حقوق ملكيّة الأراضي، الّذي كان ظاهره تنظيمياً، أمّا حقيقته فهي فرز المناطق المعطّلة أو الّتي لا تدخل في كواشين الملّاك العرب، وتحويلها إلى أملاك دولة ويسهّل بعدها انتقالها لليهود.
وكان نصف الأراضي المزروعة مشاعيّة وهذا الأمر صعّب على المنظمة الصهيونية شراءها قبل سن هذه القانون.
الجدول التّالي يبرز أنّ عملية التّسوية تمّت بشكل مكثّف في المناطق الّتي كانت السّياسة البريطانيّة ترمي إلى تخصيصها للدّولة اليهوديّة، وهي المناطق الّتي كان اليهود يركّزون نشاطاتهم في شراء الأراضي، وهي مناطق السّهول الخصبة والأراضي المرويّة أو القابلة للرّي.
عدد القرى التي تمّت التسوية فيها عام 1938 |
عدد القرى التي تمّت التسوية فيها عام 1935 |
المنطقة |
45 |
42 |
منطقة تسوية يافا |
54 | 46 | منطقة تسوية الرملة |
49 | 36 | منطقة تسوية غزة |
15 | 14 | منطقة تسوية حيفا |
43 | 23 | منطقة تسوية طولكرم |
2 | 2 | قضاء جنين |
2 | 2 | قضاء صفد |
1 | 1 | قضاء القدس |
1 | 1 | قضاء اريحا |
2 | 0 | منطقة تسوية طبريا |
12 | 0 | منطقة تسوية الناصرة |
4 | 0 | قضاء عكا |
(18) (19)
1929 باعت عائلة التّيّان البيروتيّة أرض عرب الحوارث وتقدَّر ب40000 دونم وهُجِّرت 2546 عائلة بعد معارك بين الشّرطة البريطانيّة والفلّاحين،
والّتي أدّت ألى سقوط عدد من الفلّاحين قتلى.
1931 باعت أسرة القبّاني البيروتيّة 16000 دونم للكيرن كيّيمت، وهي واقعة الى الغرب من طول كرم على السّاحل الفلسطيني.
1934 باعت اسرة اليوسف من دمشق 18 قرية في منطقة طبريا والجولان.
في مسح شامل أجرته حكومة فلسطين عام 1936 :
الأراضي الزّراعيّة الّتي يملكها العرب 6037000 دونم وهي 50% من الأراضي المسجّلة باسم العرب، وبلغ عدد السّكّان العرب 954380 نسمة، كان عدد الفلّاحين منهم 668380 .
الأراضي الّتي يملكها اليهود 1332865 دونم، منها 939000 دونم أراضٍ صالحة للزّراعة. وبلغ عدد المستوطنات اليهوديّة 203 مستوطنات.
1948 قُدِّرت ملكية الأراضي اليهودية بمليوني دونم، 623000 منها منحتها بريطانيا للوكالة اليهودية:
300000 منحة مجّانيّة
200000 لشركة البوتاس اليهودية
46000 باعتها بريطانيا لشركة البوتاس بسعر رمزي
81000 منحتها بريطانيا لشركة الكهرباء اليهوديّة
رغم هذه السّياسة الّتي هدفت إلى الاستيلاء على أكبر نسبة من الأراضي العربيّة لم يملك اليهود عشيّة النّكبة عام 1948 أكثر من 7% من أراضي فلسطين، وتمّ الاستيلاء على معظم أراضي فلسطين بعد التهجير والتّدمير، وفيما بعد عن طريق قوانين سنّتها اسرائيل لمصادرة ما تبقّى من أراضي الفلسطينيّين .
- بناء مؤسّسات دولة
بناء على تقرير الّلجنة الملكيّة البريطانيّة” وما جاءت سنة 1936 حتّى كان الوطن القومي اليهودي قد نما ، وأصبح شيئاً يشبه حكومة ضمن حكومة، فالطّائفة اليهوديّة في فلسطين تبلغ الآن(1936 ) 400000 شخص، ولها عاصمتها تل-أبيب وهي أكبر مدينة في فلسطين، ولها علمها الوطني ونشيدها القومي، ونظامها الثّقافي، ولها شبكة من المصالح الاجتماعيّة، واقتصاديّاتها مقسّمة إلى فرع زراعي وآخر صناعي، وترتبط هذه الطاّئفة اليهوديّة باليهوديّة العالميّة بواسطة وكالة يهوديّة، بينما تُدار شؤون الوطن الدّاخليّة بواسطة مجمع وطني ومجلس ملّي ومجلس ربّانيّين.”
فماذا كان في الواقع على الأرض؟
منظمة الدّفاع والعمل 1920 وكانت تحت إشراف الهستدروت،ورغم أنّ قيام تنظيمات عسكريّة كان ممنوعا ، الّا أنّنا نجد اعترافات صهيونيّة بمعرفة ورضى حكومة الانتداب بتدريبات هذه المنظمة، فجوزيف شختمان في كتابه “متمرّد وسياسي” في سرده لأحداث النّبي موسى عام 1920 “قبل أيّام من العيد الإسلامي النّبي موسى قامت فرقة الدّفاع عن النّفس بمناورات عسكريّة منظّمة على سفح جبل الزّيتون وعند أقدامه، أمام مركز الحكومة البريطانيّة، واستعرض الضّباط البريطانيّن حركتنا بمناظيرهم……. ولم يكن الموقف الرّسمي تجاه منظّمة الدّفاع الذّاتي غير سلبي فحسب، بل كان يبدو أبويّاً إلى حد”.(20)
1930 أصبحت الهاجانا تحت اشراف المجلس القومي اليهودي، والواقع أنّها لم تكن قوّة دفاع بل كانت قوّة هجوم ترافق الإستيطان اليهودي الّذي كان يجري حسب خطّة مرسومة، ولم تكن المستوطنات مجرد مكان يعيش فيه الأفراد على الزّراعة بل كانت قلاعاً زراعيّة.
1935 كانت الهاجانا 10000 محارب صف أول، واحتياطي 40000 محارب.
كانت الحرب العالميّة الثّانية قفزة نوعيّة في القوّة العسكريّة اليهوديّة. يعترف ولتر بريوس في كتابه” حركة العمّال في اسرائيل” كون عدد كبير من الجنود اليهود خدموا في الجيش البريطاني وشاركوا في معاركه على مختلف أنواع القتال، وتراوح عدد الجنود الّذين تدرّبوا في الجيش البريطاني بين 30 و 40
ألف جندي، إضافة إلى الّذين كانوا يتدرّبون في البلاد بعلم السّلطات البريطانيّة، هذا يعني أنّ الصّهيونيّة عندما دقّت ساعة الحسم استطاعت أن تعتمد على عشرات الآلاف من الجنود المدرّبين.وقد قُدِّرت القوّات اليهوديّة عشيّة النكّبة ب70000 جندي.(21)
- منشآت صناعيّة:
حسب تقارير الّلجنة الملكيّة أزداد التباين الاقتصادي، في ميدان الصّناعة
وعدد المنشآت الصّناعيّة ورأسمالها، 1558 منشأة صناعيّة عربيّة جلّها صغيرة، برأسمال مليوني جنيه وإنتاج سنوي 6،5 مليون جنيه.
1907 منشأة صناعيّة يهوديّة برأسمال 12 مليون جنيه، وانتاج سنوي 29 مليون جنيه. ومن أبرز المصانع :شركة الكهرباء،مصانع البوتاس، مصنع شيمن، مصنع نيشر، مطاحن القمح، معامل الألبسة.
الهستدروت: أقيمت عام 1920 وهدفها الدّفاع عن حقوق العمال اليهود فقط.
(كان اسمها نقابة العمال اليهود، ولم يُقبل العمّال العرب فيها حتّى العام 1956 وتحوّل اسمها إلى رقابة العمّل العامّة).
المؤسّسات العلميّة: التخنيون بدأت إقامته عام 1912 في حي الهدار في حيفا الجامعة العبريّة في القدس أُقيمت عام 1925
(1) أحمد سعد،التّطوّر الاقتصادي في فلسطين(حيفا 1985 ) ص67 .
(2) إميل توما، جذور القضيّة الفلسطينيّة( المكتبة الشّعبيّة النّاصرة، بدون تاريخ) ص123 .
(3) إميل توما، نفس المصدر، ص164 .
(4) محمد عزّة دروزة، حول الحركة الحديثة( 1959 ) ج3 ص127 .
(5) عيسى السّفري، فلسطين العربيّة بين الانتداب والصّهيونيّة(منشورات صلاح الدّين القدس) ص7 .
(6) إميل توما، ستّون عاماً على الحركة القوميّة العربيّة الفلسطينيّة( منشورات البيادر 1978 ) ص 203 .
(7) إميل توما، جذور ….ص260-261 .
(8) أحمد سعد، نفس المصدر ص131 .
(9) أحمد سعد، نفس المصدر ص185-187 .
(10) محمد عبد الرّحمن حسين، العرب واليهود، ص22 .
(11) ستّون عاماً………ص219 .
(12) كامل محمود خلّة، فلسطين والانتداب البريطاني 1922-1939 ، ص465-466 .
(13) اسكندر عمل، صفحات من التّاريخ( حيفا 1988 ) ص 91 .
(14) خلّة، نفس المصدر، ص784 .
(15) حلّة، نفس المصدر، 791 .
(16) إميل توما، الأعمال الكاملة، ج4 ص73 .
(17) خلّة، نفس المصدر، ص764 .
(18) تقرير اللجنة الملكيّة البريطانيّة 1935 ، ص50 .
(19) تقرير الّلجنة الملكيّة البريطانيّة 1938 ، ص78 .
(20) جذور……ص109 .
(21) الأعمال الكاملة، ج4 ص149 .