Blog Detail

هذا الضريح الظّاهر في الصّورة للقاضي العلّامة مجير الدّين الحنبلي .
موقع الضّريح: في وادي قدرون في القدس، قرب مدخل كنيسة قبر العذراء مريم.
مَن هو الحنبلي؟ وما حكاية ضريحه هنا؟
– هو أبو اليمن مجير الدّين بن محمّد بن عبد الرّحمن العليمي العمري الحنبلي، العليمي نسبة لعلي بن عليم صاحب مقام سيدنا علي، والعمري لأنّه من نسل عمر بن الخطّاب، والحنبليّ نسبة لأحمد بن حنبل صاحب المذهب الحنبليّ.
اختلف المؤرّخون في مكان ولادته سنة 860 للهجرة، فمنهم من يقول إنّه ولد في القدس ومنهم من يقول إنّه ولد في الرّملة.
تعلّم مجير الدّين في مدارس القدس على أيدي عدد من أشهر شيوخها وعلمائها، ثمّ انتقل ‘الى القاهرة ليدرس على يدي الشّيخ العلّامة محمّد بن أبي بكر السّعديّ الحنبليّ وغيره من خيرة علماء الدّين في ذلك الزّمن، ليعود إلى القدس قاضيًا ومفتيًا ومفسّرًا للقرآن الكريم، وكاتبًا للتّاريخ.
– مِن مؤلّفاته:
(ألتّاريخ المعتبَر في أبناء مَن غَبَر)، وهو عبارة عن تأريخ للبشريّة من بدايتها حتى وضع الكتاب سنة 896 للهجرة.
( ألمنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد) ويضم ترجمة لحياة عدد من العلماء الحنبليّين.
( إتحاف الزّائر وأطواف المقيم المسافر).
فتح الرّحمن في تفسير القرآن)
(ألأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل) الذي يُعتَبَر أشهر كتبه ويلخّص فيه تاريخ المدينتين المقدّستين، وقد تُرجِم هذا الكتاب ذي الجزأين إلى الفرنسيّة سنة 1876 للميلاد.
—————–
توفّي الحنبلي في سنة 928 للهجرة ( 1522م) ، ودُفِن في الأطراف الشّرقيّة لمقبرة باب الرّحمة شرقي المدينة المقدّسة، لكن الإهمال وظروف الطبيعة والانهيارات أدّت لاندثار القبر بحيث لم يبقَ ما يدلّ عليه، إلى أن بدأت أعمال شقّ وتوسيع الشارع المحاذي والمؤدّي إلى حي راس العمود ومدينة أريحا سنة 1942 م فاكتشف القبر في المكان المعدّ للتّوسيع، فتمّ نقل رفاته من المكان إلى مكان قريب على الرّصيف، وأقيم فوقها ضريح ذو أعمدة أربعة تحمل رقبة مثمّنة تعلوها قبّة .
وهنالك مَن يقول إنّه لم يُدفَن في مقبرة باب الرّحمة إنّما في مقبرة مأمن الله في الجهة الغربية للمدينة !