دير سنت جورج في وادي الكلط – فوزي حنا

 

هو واحد من عدد كبير من الأديرة التي أقيمت في الصحراء ما بين القدس ونهر الأردن والبحر الميت، وهذه الأديرة بدأها الرّاهب حريتون في القرن الميلادي الرّابع، معظم هذه الأديرة خربت في فترات تاريخيّة مختلفة، وبقي القليل منها كدير سنت جورج ودير جيراسيموس ودير التّجربة ودير مار سابا.
أمّا هذا الدّير الذي نحن بصدده فقد أقيم في القرن الخامس ( 480 م. ) تحت اسم ( دير العذراء مريم )،ومؤسّسه الرّاهب يوحنّا وهو مصري الأصل وكان من أكبر الأديرة، وظلّ فعّالًا حتى الاحتلال الفارسي سنة 614م.، إذ نفّذ الغازون مذبحة راح ضحيّتها عدد كبير من الرّهبان، وكان أن نجا راهب عجوز عفا عنه الغزاة لكبر سنّه اسمه جوارجيوس، وبفضله تجدّدت الحياة في الدّير فسُمِّي باسمه، لكن هذه الحياة توقّفت على فترات متقطّعة على مرّ التاريخ.
يحتوي الدّير على عدد كبير من المغاور التي استعملها النّسّاك الذين قضوا حياتهم في التّعبُّد بعيدًا عن الحضارة البشريّة. وفي إحدى هذه المغاور يُعتَقَد أنّ مار الياس تعبّد فيها وكان الغراب يأتيه بالطّعام. وفيه أيضًا كنيسة صغيرة جميلة وقفص زجاجيّ يحتوي على جثمان لم يتحلّل لأحد الرّهبان، رغم مرور عشرات السّنين على وفاته. أما البناء الحالي فهو من سنة 1878م. بإذن من السّلطات العثمانيّة .
أسهل الطرق للوصول إلى الدّير، عن طريق رقم 1 عند مدخل مستوطنة متسبي يريحو، ندخل باتجاه المستوطنة ورأسًا نتجه يسارًا ( غربًا ) إلى أن نصل إلى مفرق T هنا نتّجه يمينًا على شارع قديم ، ضيّق وكثير الالتواءات وبعد نحو 10 دقائق من السفر البطيء نصل إلى متّسع حيث توجد على يسارنا بوابة، هنا نوقف سيارتنا ، وننزل على الأقدام بطريق شديد الانحدار، أو نستأجر حمارًا من الحمير الموجودة هناك لهذا الغرض.
( ألصّورة للدّير كما يظهر من مطلّ مقابل، يطلّ منه مَن لا يستطيع النزول إليه ).

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*