حدث في مثل هذا اليوم – ١٧-٢-١٩٨٧ – اغتال المفكر الثوري د. حسين مروّة

 

 

نيران صديقة

إسكندر عمل –

من كتاب جبهة المقاومة اللبنانية

نيران لم تكن صديقة في العام 1987 ، فقد قامت القوّات الموالية لسوريا في تلك الفترة، حركة أمل، بحرب ظالمة ضدّ الشّيوعيّين وقياداتهم، واغتالت يد الغدر المفكّر الشّيوعي الماركسي حسين مروّة والقيادي والمؤرّخ والمفكّر الشّيوعي مهدي عامل واغتيل بعد اسبوع من اغتيال حسين مروّة، في 24 شباط 1987 القياديّان الشّيوعيّان لبيب عبد الصّمد ونور طوقان، ولوحق مئات الشّيوعيّين، وجُمعت اسلحة جبهة المقاومة الوطنيّة الّلبنانيّة ومُنعت بشكل أو بآخر من متابعة المقاومة ضد المحتل في الجنوب الّلبناني.
لبنان أصبح بأمس الحاجة إلى الّلحمة الوطنيّة ضد خطر الإرهاب الّذي يهدّد وجود لبنان وسيادته، ولذلك يقف اليوم الحزب الشّيوعيّ الّلبنانيّ من خلال إعلان سكرتيره العام د. خالد حدادة إلى جانب كل القوى الّتي تحارب الإرهاب، في الكفاح المسلّح لحماية لبنان من الخطر الّذي يهدّده على الحدود السّوريّة الّلبنانيّة. كذلك يقف الحزب السّوري القومي الاجتماعي فيهذا الصّف المقاوم إلى جانب حزب الّله والقّوات السّوريّة للقضاء على الخطر الدّاعشيّ الّذي يهدّد أمن لبنان واستقلاله.
إنّ موقف الحزب الشّيوعيّ يؤكّد أنّ مصلحة لبنان كانت دائمًا الدّافع الأوّل لنضال الشّيوعيّين، وأنّ التّراجع المؤقّت في نشاطه العسكري، كان إضافة إلى ما ذُكِر سابقًا أعلاه، لأسباب ذاتيّة منها على سبيل المثال عدم نجاح الحزب في الحصول على هدفيه الاثنين من المقاومة، فقد نجح الحزب في هدفه الأوّل ألا وهو مقاومة الاحتلال كما رأينا في الحلقات السّابقة ولكنّة فشل في هدفه الثّاني وهو استغلال النّصر من أجل التّغيير العلماني للنّظام السّياسي الطّائفي في لبنان. وما من شكّ أنّ الخلافات التّنظيميّة داخل الحزب كان لها دور هام في هذا التّراجع.
إنّ الموازاة بين تحرير الجنوب من الهيمنة الطّائفيّة وتحريره من الاحتلال الإسرائيلي تظهربارزة في حديث لكريم مروّة نائب السّكرتير العام للحزب الشّيوعي الّلبناني “تحرير الجنوب من الهيمنة الطّائفيّة موازٍ لتحريره من الاحتلال الإسرائيلي، والبديل للمشروع الطّائفي هو مشروع وطني ديمقراطي، والطّائفيّة والنّهج الطّائفي مسؤولان عن الأزمات المتواصلة واستمرار الحرب، ومشروع الحل يتجسّد في البرنامج الوطني للحركة الوطنيّة الّلبنانيّة. إنّ حال الهيمنة والسّيطرة القويّة المفروضة على الجنوب أثّرت سلبا على نضال الوطنيّين الّلبنانيّين لتحربر أرضهم، وقد وصلت هذه الحال ذروتها في منع الأحزاب من مقاتلة المحتل الإسرائيلي ، لذلك فإنّ مهمّة تحرير الجنوب من هذه الهيمنة مهمّة كمهمّة النّضال من أجل تحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي.”(الاتّحاد 31 آذار 1987) إنّ التّحيّة الّتي وجّهها الأمين العام لحزب الّله السّيّد حسن نصرالّله للأمين العام للحزب الشّيوعي الّلبناني د. خالد حدادة على قرار الّلجنة المركزيّة والمكتب السّياسي للحزب الشّيوعي الّلبناني الوقوف المسلّح ضد التنظيمات الإرهابيّة الّتي تهدّد أمن لبنان، هي بارقة أمل للحمة جديدة يمكن أن تأخذ لبنان إلى طريق جديد.
عمليّات الاغتيال لقياديّين في الحزب الشّيوعي الّلبناني لم تكن بمعزل عن ممارسات حركة أمل الأخرى، فقد أكّدت الجبهتان الديمقراطيّة والشّعبيّة للتحرير أنّ أمل استأنفت قصف شاتيلا ليلة رأس السّنة 1987 وقد أدّى هذا القصف إلى مقتل ابراهيم شعبان أحد القياديّين العسكريّين في مخيّم شاتيلا. وفي 15 شباط 1987 ، قبل اغتيال د. حسين مروّة بيومين جرت اشتباكات في بيروت الغربيّة بين حركة أمل من جهة والحزب الشّيوعي الّلبناني والحزب التّقدّمي الاشتراكي من جهة أخرى، واستُخدِمت الصّواريخ المضادّة للدّبّابات والأسلحة الأوتوماتيكيّة في حي “سنايا” وحي “ظريف” حول مقر صحيفة “النّداء” صحيفة الحزب الشّيوعي الّلبناني، واستمرّ القتال عدّة أيّام وقد لقي 18 مصرعهم وأصيب 89 بجراح.
في السّاعة الخامسة من بعد ظهر 17 شباط 1987 اغتيل د. حسين مروّة في بيته أمام زوجته وأولاده بمسدّس كاتم للصّوت. وجاء في نعي الحزب الشّيوعي الّلبناني لهذا المفكّر والقيادي الماركسي” اغتالته قوى الطّائفيّة والتّعصّب والجهالة في هذه المنطقة”، وهذه المنطقة كانت تسيطر عليها حركة أمل . وفي بيان أصدره اتّحاد الكتّاب والصّحفيّين الفلسطينيّين، ونُشِر في وكالة الأنباء الفلسطينيّة “وفا”، أدان الاتّحاد مليشيا حركة أمل باغتيال الكاتب الّلبناني د. حسين مروّة، واستنكر البيان هذه الجريمة النّكراء الّتي ارتكبتها أمل ، في الوقت الّذي تواصل فيه محاصرة وتجويع المخيّمات الفلسطينيّة في لبنان.(الاتّحاد 19 شباط 1987) في 21 شباط 1987 تمّ العثور على جثّتين في منطقة جنوب لبنان الّتي تسيطر عليها حركة أمل، وهما الرّفيق هاني زين الدّين وقد عُثِر على جثّته قرب قريته صفد البطّيخ، والثّاني الرّفيق حسن محمّد جاد ربح من قرية “طير” قرب صور.(الاتّحاد 22 شباط 1987)
في 22 شباط 1987 أصدر الحزب الشّيوعي الّلبناني بيانا أدان فيه ملاحقة حركة أمل للشّيوعيّين وعائلاتهم واعتقال أعداد منهم واغتيال آخرين وطالب بوقف القمع ضدّ اعضائه. في 24 شباط 1987 اغتالت حركة أمل قياديّين من الحزب الشّيوعي الّلبناني، لبيب عبد الصّمد ونور طوقان.
لم تتوقّف جبهة المقاومة الّلبنانيّة رغم ما ذُكِر أعلاه عن محاربة المحتل وخاصّة عملاءه الّلحديّين، وهذه المقاومة أنهكت جيش لحد، وقد اعترف معلّق صحيفة “هآرتس” العسكري زئيف شيف بانهيار جيش لبنان الجنوبي، وهذا يعني كما يقول ازدياد التّدخّل العسكري الاسرائيلي في منطقة “الحزام الأمني” بعد فشل مليشيات العميل لحد في حماية “أمن” “الحزام الأمني” المحتل في الجنوب الّلبناني.
هذا القول جاء بعد مقتل أربعة جنود وجرح آخرين من جيش لحد يوم 4 كانون الثّاني 1987 بعد انفجار عبوّة ناسفة قرب بلدة مركبا في القطاع الأوسط من منطقة “الحزام الأمني”. واعترف صوت اسرائيل أنّ خسائر جيش لحد منذ اقامته اسرائيل في أيّار 1985 بلغت 101 قتيل وأكثر من 200 جريح.
في 13 – 14 كانون الثّاني هاجمت المقاومة الوطنيّة الّلبنانيّة عدّة مواقع لجيش لحد وكبّدته 22 بين قتيل وجريح. في 13 آذار 1987 ذكر راديو صوت اسرائيل أنّ ضابطًا اسرائيليا سقط وجرح جندي في معركة مع جبهة المقاومة الوطنيّة الّلبنانيّة في بنت جبيل. وذكر صوت اسرائيل أنّ 3 جنود اسرائيليّين أصيبوا بجراح بعد ظهر 17 آذار جراء سقوط صواريخ أطلقتها المقاومة في القطاع الأوسط من “الحزام الأمني”.
وفي فجر 24 آذار وجّه رجال المقاومة الوطنيّة الّلبنانيّة ضربة موجعة لجيش العميل لحدأدّت إلى مصرع 15 من جنوده. فقد بدأ عدد كبير من رجال المقاومة هجوما كبيرا تحت غطاء مدفعي وصاروخي بالقرب من بارين قرب صور.كان الهجوم صاعقا واستطاع رجال المقاومة السّيطرة على الموقع خلال نصف ساعة، وقد استشهد أحد رجال المقاومة .
في 30 آذار رجال المقاومة يتصدّون لعمليّة إنزال اسرائيليّة من البحر بالقرب من قرية ياطر الّلبنانيّة وأسفرت العمليّة عن استشهاد ثلاثة من رجال المقاومة وجرح خمسة من الجنود الإسرائيليّين.
في فجر الأوّل من نيسان قامت المقاومة الوطنيّة الّلبنانيّة بشن هجوم صاروخي صوب موقع لمليشيات لحد عند المدخل الجنوبي لبلدة جزّين إلى الجنوب الشّرقي من مدينة صيدا. وانفجرت عبوّة ناسفة قرب قرية القنطرة وقد أعطبت نتيجة لذلك سيّارة نقل جنود نصف مجنزرة. وذكر التّلفزيون الإسرائيلي في نشرة أخباره مساء 11 نيسان أنّ جنديّين اسرائيليّين قتلا في جنوب لبنان في هجوم شنّته جبهة المقاومة الوطنيّة الّلبنانيّة على دوريّة اسرائيليّة في العاشر من نيسان.
في 20 نيسان قتل جنديّان أحدهما برتبة ضابط في كمين نصبه رجال المقاومة الّتي نجح أفرادها في اختراق الشّريط الحدودي قرب المنارة. وفي 25 نيسان أورد “صوت الشّعب” أنّ جبهة المقاومة الوطنيّة الّلبنانيّة قامت بعمليّة مزدوجة ضدّ قوّات الاحتلال وعملائه على طريق عين السّهل شرقي كفار رمّان. كذلك قصف رجال المقاومة الوطنيّة الّلبنانيّة مواقع لمليشيات لحد في عين إبل وبنت جبيل مما أدّى إلى إصابة عنصرين من هذه المليشيات، كذلك قصفت المقاومة مركزًا لقوّات الاحتلال في عيناتا.(الاتّحاد 26 نيسان)

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*