علاقة ظاهر بالسلطة العثمانية – بقلم اسكندر عمل

 

كانت تركيا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر مشتبكة بنزاع مرير مع روسيا، التي كانت تخت حكم الأمبراطورية كاثرين الثانية،
والتي بنت سياستها الخارجية على أساس التوسع جنوباً باتجاه البحر الأسود والمضائق والأراضي العثمانية.
إنّ هذا الانشغال أعطى الأمراء الانفصاليين في فلسطين ومصر للتوسع على حساب الدولة العثمانية ، ليس هذا فقط بل دخلت روسيا إلى الساحة الداخلية وذلك بطلب من علي بك الكبير وظاهر العمر اللذين تحالفا ضد العثمانيين واستعانت بالأسطول الروسيللوصول إلى توسيع حدود إمارتيهما.
بعد اتفاق علي بك الكبير حاكم مصر الذي انفصل عن السلطة التركية ومعه ظاهر العمر ، قام بإرسال جيش كبير بقيادة محمد بك أبي الذهب لمساعدة ظاهر العمر في حربه ضد العثمانيين واستطاع ظاهر بمساعدة الجيش المصري احتلال دمشق عام ١٧٧١, وتمكن ظاهر من احتلال صيدا عام ١٧٧٢ بمساعدة الأسطول الروسي كذلك استولى الأسطول الروسي على بيروت.
لم تستمر الأمور على هذه الحال ، إذ انسحب محمد بيك أبو الذهب من دمشق وعاد إلى مصر وتحصّن في الوجه القبلي واستطاع استمالة معظم المماليك إلى جانبه وبمساعدات عثمانية استطاع القضاء على علي بك الكبير ، الذي حاول القضاء على التمرد إِلَّا أنّه فشل في ذلك وخسر في معركة الصالحية(شرقي الدلتا) وأصيب علي بك بجراح وأُخِذ أسيراً ثمّ توفي في القاهرة في أيار ١٧٧٢، وهذا الأمر وضع ظاهر العمر في وضع حرج، وكان يوسف الشهابي قد انضم في نهاية العام١٧٧٢ إلى العثمانيين في حربهم ضد الظاهر عمر ، كذلك غادر الأسطول الروسي شواطئ صيدا وبيروت في صيف ١٧٧٢ بعد أن توصّل الروس والعثمانيونإلى هدنة لمدة سنة ( في العام ١٧٧٤ وقعت معاهدة كوتشاك كينارجي بين روسيا والدولة العثمانية حصلت بموجبها روسيا على الكثير من المكاسب أهمها استعمال المضائق والوصول إلى مياه لا تتجمد شتاء). كل هذه التطورات جعلت وضع ظاهر العمرفي النصف الأول من العام ١٧٧٣ في مأزق حرج. استغلت السلطة العثمانية الوضع السيئ الذي عانى منه ظاهر العمر وجردت جيشاً كبيراً بقيادة والي دمشق وإلى جانبه من البحر عمارة من الأسطول العثماني واستطاعت هذه القوات احتلال صيدا عام ١٧٧٥ وحاصرت عكا التي سقطت في العام نفسه وقُتل ظاهر في نهاية الحصار.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*