تل اليرموك- فوزي حنا
- by منصة الراي
- August 31, 2021
- 0
- 512  Views
- 0 Shares
منطقة الهضاب السّهليّة أو السّهول الهضبيّة المسمّاة (السفيلا) والتي هي منطقة وسطى ما بين السهل الساحلي وجبال القدس والخليل، تتميّز بكثافة الاستيطان على مرّ التّاريخ لتوفّر الشروط لذلك، وغالبًا ما تعاقب الاستيطان في نفس المكان في حقب تاريخيّة متعاقبة، ممّا جعل المنطقة غنيّة بالتّلال الأثريّة مثل تل زكريّا وتل الدّوير وتل الجديده وتل أبو شوشه وتل برنات وتل الأقرع وتل عين شمس وغيرها.وأحد هذه التلال المجهولة تل اليرموك واسمه الكنعاني القديم يرموت الذي تبنّاه الإسرائيليّون اليوم. وقد ذكرته التوراة بهدا الاسم في ذكر فتوحات يشوع بن نون، حيث كانت هنا مدينة حصينة تعتبر مملكة بحدّ ذاتها.يقع التل جنوب مدينة بيت شيمش وعند المدخل لحيّ رمات بيت شيمش، قرب إشارة الكيلومتر 15 على شارع 38 ندخل شرقًا وبعد كيلو متر واحد نجد على يميننا إشارة حمراء تأخذنا إلى أعلى التّلّ.يرتفع التّلّ 410 م عن سطح البحر و60 م عن محيطه، ومن القمّة نستطيع رؤية المحيط كاملًا 360 درجة.في هذا التل وجدت آثار مدينة كنعانية من نهاية العصر البرونزي الأوّل، قبل نحو 5000 عام، وقد خربت في وقت متأخّر قبل 4300 عام، وتجدّد بناؤها في البرونزي المتأخّر، قبل 3500 عام، في القمّة (الأكروپوليس). وكانت المدينة محصّنة بأسوار ضخمة، وتعتبر من أقدم المدن المسوّرة في البلاد.تهدّمت المدينة وتجدّدت عدّة مرّات، جدّدها وحسّنها الإغريق قبل 2300 عام ودعوها يرموكوس.دعاها هيرونيموس الذي ترجم الكتاب المقدّس يرموكه، أما البيزنطيّون الذين حسّنوها وازدهرت في أيامهم وتحوّلت إلى محطّة هامّة بين مدينة بيت جبرين ومدينة القدس، فقد دعوها يرموس.خربت المدينة في وقت لاحق ولم تتجدّد.في العام 1863 اكتشف الموقع وميّزه بأنّه مدينة يرموت، الباحث ڤكتور چيرين.وفي العام 1965 أجرت سلطة الآثار الإسرائيليّة حفريّات، أعقبتها بموسم جديد عام 1970 ، ثم قامت بعثة فرنسيّة إسرائيليّة مشتركة بحفريّات عام1980.من أهم الاكتشافات أسوار مزدوجة ضخمة بنيت من حجارة يبلغ طول الواحد منها حوالي مترين، وعرض السور نحو 6 م بارتفاع 20م، ووجد خزّان ماء امتلأ من ماء المطر عن السطوح المجاورة.في أعلى التّل وجدت بقايا قصر بلغت مساحته 6 دونم محاط بسور داخل المدينة عرضه متران، وعلى مقربة منه بقايا أكثر من معبد بنيت في الموقع ذاته، وفي سفوح التلّ بيوت سكن.