عبدة (عبدات) -فوزي حنا

على شارع رقم 40 ، وعلى بعد 15 كم شمال متسپي رامون، بينها وبين بئر السّبع، على مرتفع شرقي الشارع، تقع آثار مدينة عبدة النّبطيّة.وهي واحدة من أهمّ وأجمل المدن على درب العطور/التّوابل/البخّور التي تربط بين جنوب الحزيرة العربيّة والبحر المتوسّط، وجاء اسمها من الملك النّبطي عبدة الثّاني الذي اعتُبِر إلهًا، وهوالذي بناها في الثلث الأخير من القرن الأوّل قبل الميلاد.اعتمدت المدينة في البداية على عائدات الخدمات التي قدّمتها للقوافل، ثمّ اتّسعت الدّائرة الاقتصاديّة لتشمل الزراعة.تعرّضت المدينة للخراب سنة 70 ميلاديّة، ثمّ بنيت من جديد بعد التحاق الدّولة النّبطيّة بالدّولة البيزنطيّة سنة 106 م، حيث ازدهرت المدينة وازدهرت الزراعة وصناعة الخمور، وفي ظلّ الدّولة البيزنطيّة في القرن الرّابع زاد ازدهارها وبنيت فيها الكنائس والقصور والمباني الجماهيريّة.في العام 614 نزلت أهمّية المدينة نتيجة الاحتلال الفارسي، وكانت هذه بداية نهايتها السّريعة.في القرن التاسع عشر للميلاد في ظلّ الحكم العثماني أقامت هنا قبيلة العزازمة التي بقيت حتى الاحتلال الإسرائيلي سنة 1948.جرت في الموقع تنقيبات أثريّة، كشفت العديد من المرافق والمباني، ومنها الكنائس والأبراج والقلعة وآبار المياه والثغاور وغير ذلك.تقسم المدينة إلى قسمين، العليا (الأكروپوليس) والسفلى على السفوح والمنخفضات.في الأكروپوليس بقايا قلعة تبلغ مساحتها 2.5 دونم، يحيطها 11 برجًا، في مركزها خزّان ماء كبير سعته 200 متر مكعب.إلى جانب القلعة شارع رئيسي، في طرفه الجنوبي برج روماني من سنة 249 كما تدلّ نقيشة في المكان، وحي سكني.إلى الغرب توجد كنيستان بيزنطيّتان بنيتا على أنقاض معبدين رومانيّين لأفروديت وزيوس، اللذَين بنيا على أنقاض معبد نبطي للملك/ الإله عبدة الثاني.في المنحدر الغربي مدينة الكهوف والبيت البيزنطي الجميل وتحتهما، قرب المدخل الرّئيسي حمّام روماني.يستطيع الزّائر الحصول في الموقع على خريطة واضحة تدلّه على المسار ومحطّاته.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*