قصة قصيرة – شلّال المعاطف – هاشم ذياب

كانت في الثامنة عشرة حين تزوجها.كان وجهها ينبئ باهتمامها الذي بدا اقل من زوجها .الذي يكبرها بكثير.
كان يتفحص وجهها ..
وكانه يسبر محتوياتها.
مثل بقية قطع الاثاث التي يتباها بها في البيت
.كانت تضحك وتبكي في آن واحد..وهي تحدق به.كانهما على موعد مع الفراق.لكن عمله المتنقل بين المدن.ساعدها عليه وعلى الزمن.
غرقت في هاتفها النقال.تجوب العالم وهي مستلقية على كنبة بلون فستانها البيتي.
كانت تبحث عن مخرج بالالوان من هذا الفراغ.
لكن حملها الاول والثاني اطبقا عليها دون سابق انذار.مثل وجع ينهش احلامها.
ابتعدت عن زميلاتها وعائلتها.
استأذنت من زوجها ان تمارس هواية جديدة غير تربية الاطفال.
لقد غاب كثيرا عن البيت.كان يعمل جاهدا ليوفر حياة كريمة للعائلة.
وان افتقرت للعواطف.
كان يعود الى البيت مجهدا ليسترخي امام التلفاز حتى يغلبه النوم.
بينما خارج البيت .كان محبوبا من الجميع.الا في بيته.كان يمارس تسلطه دون منازع.كان حاضرا في كل شيئ.الا في عواطفها.
لقد اخفت عنه عالمها الديجيتالي.
لم يكن في وسعها الا ان تتكتم اكثر فاكثر.انها لا تتقن سوى السفر عبر الهاتف.
تبحث عن معنى جديد لحياتها.من خلال دردشات بريئة مع المسافرين في العالم الافتراضي من امثالها.
طرقات خفيفة على الباب الخارجي قطع عليها مكالمتها وانتهت القصة.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*